كلمات ربي وآياته في القرآن ال

“كلمات ربي وآياته في القرآن الكريم”

“الليل والنهار “
جاء ذكر كل من كلمتي: ( الليل) و(النهار) في القرآن الكريم ٥٤ مرة
وجاء كلمة ( ليلًا) ٥ مرات و ( نهارًا) ٣ مرات.
والليل والنهار حدثان كونيان يتعاقبان بحكة مقدرة من العزيز الحكيم ، فقد اعتاد الناس ملاحظة طلوع الشمس وحدوث النهار ،وملاحظة مغيبها وحدوث الليل ، وهم في حاجة إلى كليهما معًا لمزاولة حياتهم في سهولة ويسر ، ويكون تعاقب الليل والنهار نتيجة لحركة الأرض المحورية حول محورها الوهمي من الغرب إلى الشرق دورة كاملة في مدة يوم كامل ، واليوم عند العرب في التقويم الهجري يبدأ بغروب الشمس ،بمعنى أن شهر رمضان يثبت بعد غروب آخر يوم من شهر شعبان ، وعيد الفطر يثبت بعد غروب آخر يوم من رمضان.
وأثناء دوران الأرض حول محورها يكون النصف المواجه للشمس نهارًا والنصف الآخر ليلًا في وقت واحد ، وهذا لا يأتي إلا إذا كانت الأرض كروية ، وهو ما أثبته العلم الحديث ، وأكده رواد الفضاء بالمشاهدة عندما شاهدوا تعاقب الليل والنهار بسرعة فائقة على الكرة الأرضية، وهم يراقبونها من الفضاء الكوني. وصدق الله العظيم حيث قال: ” وهو الذّي جعل الّيل والنّهار خلفةً لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورًا” .( الفرقان: ٦٢)
وقوله تعالى:” يُغشِي الّيل النّهار يطلبه حثيثًا” ( الأعراف: ٥٤)
ونتيجة لحركة الأرض حول الشمس وميل محور الأرض يختلف طول الليل والنهار في كل العروض ، فيما عدا منطقة خط الاستواء التي يتساوى فيها الليل والنهار طول السنة ، ويرتبط بحركة الشمس الظاهرية تحديد مواقيت الصلاة ، وتحديد بزوغ الفجر ، أي: تحديد الحد الفاصل بين ظلام الليل ونور الفجر ، أي: شروق الشمس.
“اختلاف الليل والنهار “
أشار القرآن الكريم إلى آية اختلاف الليل والنهار طولًا وقصرًا ونورًا وظلمة . وذلك في مواضع مختلفة: سورة البقرة: ١٦٤), ( سورة آل عمران: ١٩٠), (سورة يونس: ٦), ( سورة المؤمنون: ٨٠), (سورة الجاثية:٥). وفي بيان أهمية تعاقب الليل والنهار يقول الله تعالى:” قل أرءيتم إن جعل الله عليكم الّيل سرمدًا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياءٍ أفلا تسمعون. قل أرءيتم إن جعل الله عليكم النّهار سرمدًا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون. ومن رّحمته جعل لكم الّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. ( القصص: ٧١: ٧٣)
ومن معاني هذا النص القرآني المقدس : أن تبادل الليل والنهار من الأمور اللازمة لاستقامة الحياة على الأرض ، وبدون ذلك يضطرون توزيع الطاقة على سطح الأرض ، ويتلاشى الإحساس بمرور الزمن وتتابع الأحداث. فبهذا التبادل بين الظلام والنور يتم التحكم في درجات الحرارة والرطوبة وكميات الضوء اللازمة للحياة الأرضية في بيئاتها المختلفة، كما يتم التحكم في كثير من الأنشطة الحياتية ، مثل التنفس والنّتْح والتمثيل الضوئي ، كما يتم ضبط التركيب الكيميائي للغلاف الهوائي المحيط بالأرض ، وتتم دورة الماء بين الأرض والسماء ، وتتم ضبط حركات كل من الرياح والسحاب ونزول المطر بإذن الله تعالى ، وغير ذلك من العمليات والظواهر التي بدونها لا يمكن للأرض أن تكون صالحة للحياة، ونحن نعلم أن كل صور الحياة الأرضية لا تتحمل مواصلة العمل دون أخذ قسط كامل من ن الراحة و إلّا هلكت، وينطبق ذلك على كل من الإنسان والحيوان والنبات.
وقد لاحظ العلماء أيضًا مع التقدم العلمي الكبير في الحياة المدنية ووجود الأضواء الصناعية ورحلات الطائرات، ظل الإنسان كما هو يستيقظ ويعمل في وجود الشمس، وينام عندما يأتي الظلام، وفسّر العلماء هذه الظاهرة بأن الساعة الداخلية يتم ضبطها على الإيقاع اليومي ٢٤ ساعة ، ويرى معظم العلماء أن هذا الإيقاع موجود في كل خلية من خلايا الجسم في الظروف الثابتة.
بقيت الإشارة إلى أن آلية تعاقب الليل والنهار تتم بدوران الأرض حول محورها مرة كاملة كل أربع وعشرين ساعة بينها تتم تعاقب الفصول الأربعة نتجية دوران الأرض حول الشمس مرة كل عام ، وتؤثر الحركة الثانية على طول كل من الليل والنهار أو قصرهما على مدار اليوم .
ومن كلمات ربي المتصلة بحركة الليل والنهار والشمس والقمر ما يلي:
دائبين ( الشمس والقمر)
دأب في العمل وغيره ، يدأب دأْبًا ودأَبًا ودُءوبًا : جدّ فيه.
الدائبان: الليل والنهار ، والدائبان: الشمس والقمر.
قال تعالى: “وسخّر لكم الشّمس والقمر دآئبين” ( ابراهيم:٣٣)
(دلوك الشمس)
دَلَكَت الشمس ، تدلُك.دُلوكًا : زالت عن كبد السماء ، فهي دالكٍ ودالِكة.
قال تعالى أقم الصّلاة لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل وقرءان الفجر”( سورة الإسراء: ٧٨)
أي أقم الصلاة المفروضة من أول زوال الشمس من وسط السماء نحو الغرب إلى ظلمة الليل وهذه صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وأقم صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة.
عسعس
عسعس الليل: أقبل بظلامه
قال تعالى:” والّيل إذا عسعس”( سورة التكوير:١٧)
وجاء في التفسير أن القسم بالليل إذا خفّ ظلامه عند إدباره.
غسق الليل
غسق الليل :يغسِق غسوقًا : أظلم ، غسقَ القمرُ: أظلم بالخسوف.
الغسق:ظلمة الليل
قال تعالى:” أقم الصّلاة لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل وقرءان الفجر”( سورة الإسراء: ٧٨)
يولج
وَلَجَ الشيء في غيره يلج ولوجًا: دخل فيه ، وأَوْلَجهُ: أدخله.
قال تعالى:” تولج الّيل في النّهار وتولج النّهار في الّيل”.( آل عمران: ٢٧)
ورد الفعل( يولج )في المواضع التالية:
(سورة الحج:٦١),(سورة لقمان:٢٩),( سورة فاطر:١٣)، (سورة الحديد:٦)
والمعنى أن الله سبحانه وتعالى يدخل من الليل في النهار ما يزيد به النهار طولًا ، ويدخل من النهار ما يزيد به من الليل طولًا ، ويحتمل المعنى أيضًا: تعاقب الليل والنهار، كأن زوال أحدهما ولج في الآخر .

الأربعاء ٢٨من فبراير ٢٠٢٤, الموافق ل ١٨ من شعبان ١٤٤٥

بقلم الباحث “محمد أحمد عبد الله “

ذات صلة: علاقة الأباء بالأبناء.. بقلم الباحث / محمد أحمد عبد الله

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك