طلعت مصطفى العواد

 إطعام الطعام لنشر الحب

إطعام الطعام شيمة أهل الكرم ، وعادة متأصلة فى دم العرب ، وقد كنا نسمع أن كل عائلة كان لها ما يسمى بالدوار أو مضيفة ، يتم تقديم الطعام فيها لكل غريب قادم أو محتاج ، أو لتكريم أو مناسبة ما ، كما أن كل عروس قبل الزفاف تخصص يوما للغذاء ، حيث يخصص لها طباخا ماهرا يعد وجبات تحتوى اللحم بأنواعه وما لذ من الطعام ، يتناول كل الأقارب والمحبين والمهنئين والفقراء فى سعادة وسرور ،وإذا رزق الأب بمولود من الشرع أن يتم عمل عقيفة له ويتم ذبح الذبائح ابتهاجا بهذه المناسبة ، وحث الشرع أيضا على الصدقة حتى ولو بنصف تمرة ، لعل ذلك يكون نجاة من النار ، كما أننا إذا ألقينا تحية على أى فرد ، تجده على الفور يرد التحية ويعقبها بكلمة تعالى اتفضل إشرب شاى أو اتفضل تعالى تناول الطعام معنا، وفى هذه الأيام الذى بلغ فيها الغلاء مداه وارتفع سقف الجشع من التجار إلى أعلاه ، ولم يجد الفقير ملجأ ولا معين إلا بالتضرع إلى الله ، وجب على الجميع كل حسب قدرته ، أن يعود إلى هذه الخصلة الحميدة ، إطعام الطعام ، ولو بتخصيص مكان معين لكل عائلة ، يتم تقديم الطعام فيه لكل محتاج أو عابر سبيل ، ويتم إحياء هذه العادة المشروعة التى تحض كافة الأديان عليها ، من أجل الرحمة و ترابط المجتمع ، وتخفيف العبء عن كل فقير محتاج ، وقد سمعنا مؤخرا عن كم كبير من حالات الإنتحار بسبب الضائقة المادية والغلاء الفاحش ، ولو تم العودة إلى هذه الصفة الحميدة ، إطعام الطعام ما رأينا حالة انتحار واحدة ، وديننا الحنيف وصف من يكرم الضيف بالإيمان ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النيى صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فيكرم ضيفه .
وقال سبحانه وتعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا )
و أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف
وقال رسول الله ﷺ: ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، ينظر أڜأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة . إذا علينا أن نعود لمباد ىء الخليقة والشرائع السماوية كى ننعم بالرحمة والأمن والاستقرار ، وتزول غمة الكرب والغلاء الفاحش عنا وندعو الله أن يكون ذلك قريبا لأننا خارت قوانا وليس لنا الا الله

طلعت مصطفى العواد

مدينة السرو دمياط

ذات صلة :شم النسيم ( ذكريات).. بقلم /طلعت العواد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك