طلعت مصطفى العواد

شم النسيم يذكرنا بأيام جميلة مضت وطقوس معينة نلتزم بها . ومناطق محددة كنا نزورها ارتبطت فى وجداننا ونحن صغارا .

عندما نذكر شم النسيم على الفور يبرز أبو مشعل، وهو مقام لشيخ من شيوخ الصوفية مازال موجودا إلى  الآن على حدود عزبةالباز مركز الزرقا بدمياط ومدينة السرو .

فى يوم شم النسيم ترى جماعات وقوافل الأطفال على مختلف أعمارهم وبعض الفتيات والنساء يسيرون على أقدامهم مسافة حوالى ثلاثة كيلومترات على طريق زراعى مبهج مزركش بالخضرة والزراعات المختلفة الألوان. وكل منا يحمل معه خرقة من الملابس معصوبة على كم من البيض الملون بغلى تفل الشاى الذى يعطيه لونا بنيا أو مغلى بلون أخضر عن طريق غلى البيض مع البرسيم . أيضا مع البيض كسرات من الخبز والبصل والفسيخ .

عندما نصل إلى أبو مشعل نجلس جماعات تناول الطعام فى فرح وسرور . وفى داخل المقام نجد طعام مشهور يأتى به النساء نذرا لخادم المقام وهو الأرز المعمر مصنوع من الأرز و اللبن قد يتخلله. شىء من اللحوم مثل الحمام وغيره .

وكل من يدخل المقام يأكل من هذا الطعام وكان له مذاقا خاصا ممتزجا بروحانية المكان . ومما لفت أنظارنا دعاء معروف للفتيات التى يرغبن فى الزواج ( يا أبو مشعل جئتك زائرة. كل البنات اتزوجت ما عدا أنا بائرة ). ونحن كأولاد استهوتنا هذه الكلمة ونحن غفلة مما يدور .

كنا نقول معهم نفس الدعاء وكأننا بنات مثلهن . و كنا لا نعرف لماذا يقصد الفتيات والنساء هذا المقام ويطلبن من الجثة التى داخل المقام ما يرغبونه من آمال وتحقيق أحلام وحل مشاكل .

بل كان كل منهن يتبرعن لخادم المقام بطيور وطعام حتى يتحقق أمانيهم . وكنا نتساءل لماذا الناس ترمى حمولهم وأمانيهم على الجثة التى بداخل المقام . وكيف تحقق كل أحلام الناس وتحل مشاكلهم .

وكيف يكون هذا هو منهج الناس وفكرهم أن يرمون مشاكلهم ويعلقوها على جثة . وعندما كبرنا عرفنا أن ذلك تبرك وطلبا البركة من الصالحين . لكن كيف تأتى البركة من جثة قد ماتت . كبرنا أ كثر عرفنا ما يسمى بالتوسل أى تتوسل بعمل صالح كى يحقق الله أمانيك .

تفهمنا الموضوع أكثر عند نضجنا عرفنا أنه لا يجوز التوسل بالأموات ولكن التوسل بالأعمال الصالحة مثل بر الوالدين و الطاعة المشروعة وأن نلجأ فى كل أمورنا إلى الخالق نتوسل إليه ونتذلل إليه حتى يقضى حاجتنا .

كم كانت ذكريات ممتعة . تدخل السرور فى نفوسنا . تزهو مشاعرنا عندما نتذ كرها
طلعت مصطفى العواد
مدينة السرو دمياط

ذات صلة: نصابين الفيس وشياطين إبليس.. بقلم /طلعت العواد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك