طلعت مصطفى العواد

 للفوضى مكاسب ولكن، لفت نظرى زحام شديد وتجمع فى الشارع ، وصورة فوضى مرسومة بطريقة أنا ومن بعدى الطوفان ، لا احترام لكبير السن ، أو مريض يتألم ويئن.

حتى أصحاب العاهات تراهم انكمشوا فى ذلة بعيدا وأعينهم تتحسر بسبب العجز التام على الانخراط وسط هذه الفوضى ، استطلعت الأمر ، قالوا كيس زنة كيلو جرام من الأرز ، عراك و قنابل أصوات مصوبة تجاه بائع الأرز ، وترى فرحة تكسو وجه من حصل على كيس الأرز وكأنه عثر على كنز سمين.

و من المؤسف أنك ترى كتلة بشرية كبيرة فى المقدمة وفى ذيل الصف خط من البشر يؤمنون بالنظام ويلتزمون بالصف ، عندما تتسرسب الكتلة الأمامية شيئا فشيئا ويقتربون من البائع ، يعلو صوت المسئولين ويقولو ا : انتهى التوزيع ، وعندئذ يعودون فى حسرة وخيبة أمل.

أما أصحاب الفهلوة والواسطة الواحد منهم يعود بخمسة أكياس ويتباهى بحرفنة القدرة على الحصول على الأرز ، ويتفنن بطرق مختلفة ، يأخذ كيسا يستره فى مخبأ ما ثم يعود مرة بعد مرة ، أو يأتى بأطفاله الصغار يدفعهم فى وسط الملحمة ويراعيهم بقوته حتى يحصل كل واحد منهم على كيس الأرز.

أما المسئول المكلف بالمتابعة وحفظ النظام يكتفى بمشاهدة المنظر وكأنهم تمثيلية مسلية ينظر فقط ويلتزم الصمت ، وفى نهاية وصلة العذاب أحيانا تنطلق كلمات عتاب قاسية من الذين من الراسبين فى الحصول على الكيس ، يتفلت منها المسئول بالصمت أو الرد بأسلوب خداعى.

لما لا وهذا المسئول المقر بالفوضى أعطى الضوء الأخضر لمعارفة فى الحصول على أكثر من كيس وكف يده من أجل حصولهم على ما يريدون ، وهنا قد تتعالى الأصوات بالمطالبة بالنظام يا إما بتنظيم الصف وعدم البيع خارج الصف ، أو عدم البيع إلا بالبطاقة منعا للتكرار ، أو بيع الأرز المخفض على بطاقة التموين مع التموين شهريا لضمان عدالة التوزيع.

لأن هذه الفوضى يستفيد منها من يمتلك قوةالتزاحم وفن التدافع ومن يملك الواسطة أو معرفة البائع فقط . أما الباقى يتم حرمانهم .
طلعت مصطفى العواد
دمياط مدينة السرو

ذات صلة : إطعام الطعام لنشر الحب.. بقلم /طلعت العواد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك