فى عيد الحب : هل نؤثر في الحب أم يؤثر فينا الحب

0
270

هل نؤثر في الحب أم يؤثر فينا الحب

يوم الحب أو عيد الحب أو عيد العشاق أو يوم القديس فالنتين (بالإنجليزية: Valentine’s Day) هو احتفال  يحتفل به كثير من الناس في العالم في14 فبراير حسب الكنيسة الغربية أو في 6  يوليو حسب الكنيسة الشرقية من كل عام، حيث يحتفلون بذكرى القديس فالنتين ويحتفلون بالحب والعاطفة حيث يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقة معايدة أو من إهداء الزهور وغيرها لأحبائهم، لذلك فهو جيد للأسواق التجارية والأرباح.

هل هو أصيل في الطبع البشري ..أم هو وليد موقف يزول بزواله ؟!‏

هل هو عام بين الناس والشعوب ،أم هو مقتصر على شعب دون آخر ،أو فئة دون الثانية ؟‏

هل هو وقف على بني البشر ،أم أن هناك مخلوقات أخرى تشاطر الإنسان هذا الشعور ،تعيشه وتمارسه بطريقتها الخاصة ،وطقوسها التي خصها الله بها ؟!‏

هل يموت الحب ،وتتصحر القلوب ..أم أن البذرة موجودة تجود حيث تسقى ،وتخصب حيث يعتنى بها ..؟!‏

هل ينهزم الحب أمام الكراهية ..أم أن بينهما صراعاً أزلياً لما ينته ولن ينتهي ؟!‏

هل الحب إحساس وشعور ينبعان من القلب ،أم يصدران عن العقل ..؟!‏

وسؤالي الأخير :هل نحيا من دون حب ..؟!‏

فالنتين

 إن الحب في شكل من أشكاله فطرة تولد مع الانسان ،تصحبه وتعيش معه ،تسمو بسموه وتمرض بمرضه وإلا فكيف لنا أن نفسر تصرف الوليد مع أمه أو إحساس الأم بوليدها ؟‏

كيف نفسر ونشرح تصرف العديد من المخلوقات الأخرى تجاه بعضها البعض،أو أمام ما يحركها من مثيرات خارجية ..؟!‏

لقد علمتنا الحياة أن كل ما فيها يعيش حالة من حالات العشق ،ووجهاً من وجوه الحب بطرق مختلفة ،وأساليب متباينة ..‏

فالطير مع فراخها ،والناقة مع فصيلها ،واللبؤة مع شبلها حتى الوردة تنجذب للشمس والضوء ،والحشرة تثار أمام اللون والرائحة ..!‏

وقد تسألني محتجاً :أهذا حب أم غريزة من أجل البقاء ؟

والإجابة  :ليست العبرة في التسميات بقدر ما هي تعبير عن سلوك فطري أو مكتسب ..إننا نراقب الأشياء ،وعلينا أن نفسر علاقاتها الايجابية تفسيراً ينسجم مع الحب والحس والشعور الراقي ،ولسنا بصدد وضع النظريات ،أو إقرار قواعد وقوانين …فالأمر حين يتعلق بالمشاعر الإنسانية ،والإحساسات النبيلة ،يكون خارج إطار التعقيد والعمليات الحسابية 

إن أسئلتي السابقة هي محرضات ومثيرات غاياتها امتحان الإنسان أمام سؤال بسيط ومعقد في نفس الوقت :أين نحن من الحب هل نؤثر في الحب ،أم يؤثر فينا الحب ..؟!‏

هل نصعد مع الحب إلى معارج السمو ،أم ينزل معنا الحب إلى حضيض الأنانية والكراهية ..؟‏

هل للحب عمر وربيع وخريف وولادة وموت ،أم يبقى يتحدى ولو شمرت الكراهية عن سواعدها ،وتسلحت بسلاح التهديد والوعيد ؟

إن العلاقات الإنسانية مع الأسف على فراش المرض ،ومرضها من النوع الذي ينتهي إلى مضاعفات خطيرة ،أولى هذه المضاعفات موت الحس الإنساني وتحجر المشاعر ،واستفحال الأثرة والأنانية .

ما أحوجنا في هذا الزمن إلى المحبة 

وما أحرانا بأن نقترب من طبيعة الإنسان الذي لم تكدر ماءه المطامع ،ولم يغُص بعد في أوحال الدناءات والأحقاد،أو يشهر سيفه في وجه القيم والمبادئ الآدمية .

إننا بأمس الحاجة لغسل قلوبنا قبل وجوهنا ،ونياتنا قبل أعمالنا ،وطويتنا قبل ثيابنا ،فلقد اتسخت القلوب ،وخبثت النوايا وأمست الطوايا كالألغام تهدد بالانفجار في أية لحظة .

فالرسول الكريم نشر دينه وعدله وانسانيته بالمحبة ،والمسيح عليه السلام كان قربان التسامح والحب والآدمية ،و”غاندي”حرر وطنه الهند بشعار المحب وأسلحة المحبة ،وسيبقى الحب –شاء الإنسان أم لم يشأ –هو السلاح الذي تعقد له ألوية النصر أخيراً …‏

افتحوا صدوركم ولا تضيقوها بالأحقاد ،اغسلوا طواياكم ولا تدعوها عرضة للدنس ،وليكن سلامكم :مرحباً بك يا أخي ،يا من لم تلده أمي ،فأنت شريكي في التراب والهواء وضوء الشمس ،أنت شريكي في الوجود ،أنت شريكي في الحياة والموت 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك