قال الله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ }

سورة الفاتحة
السورة (مكية) عدد آياتها (7)

زاد عدد أسماء هذه السورة المباركة على 20 اسمًا (كما ذكر ذلك السيوطي في الإتقان)، نذكر بعضًا منها:
الفاتحة – أم الكتاب – الحمد – السبع المثاني – الكافية – الشافية.

مناسبة التسمية:

الفاتحة : لافتتاح القرآن الكريم بها.
أم الكتاب: لأنها اشتملت على جميع مقاصد الدين.
الحمد: لأنها بُدئت بالحمد
السِّبع المثاني: لأن الله تعالى سماها بهذا الاسم في (سورة الحِجر) قال الله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ } وهي سبع آيات.

 والمقصود (بالمثاني): أي تُثنَّى وتعاد في كل ركعة.
وقيل: يُثنى فيها على الله بما أمر.
الكافية: لأنها تكفي في الصلاة عن غَيْرِها، ولا يكفي عنها غَيْرُها.
الشافية: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “وما يُدريك أنها رُقْية” رواه البخاري.

مما جاء في فضلها:

قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلَّى “لأعلمنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين، هي السَّبعٌ المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته” رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده ما أُنْزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مِثْلُها، وإنها لَسَبْعٌ من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيتُه”. رواه الترمذي (صحيح الجامع)

 بدأت السورة بالحمد (الحمد لله رب العالمين).
وختمت بالدعاء (اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وكلاهما موافق للآخر حيث إن (الحمد) دعاء كما جاء في الحديث “أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله” رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح الترغيب والترهيب).
وذلك لأن من بدأ دعاءه بالحمد والثناء على الله، كان أحرى بالإجابة والقبول.

مواضيع السورة المباركة:

بدأت سورة الفاتحة بالاعتقاد أولاً ثم العبادة ثم المنهج.
فبدأت بالاعتقاد (الحمد لله رب العالمين) إشارة إلى توحيد الألوهية ومن ثمَّ توحيد الربوبية.
(الرحمن الرحيم) إشارة إلى توحيد الأسماء والصفات.
(مالك يوم الدين) إشارة إلى الإيمان باليوم الآخر.
ثم العبادة (إياك نعبد وإياك نستعين).
ثم المنهج (اهدنا الصراط المستقيم … ) آخر السورة.
فوائد ولطائف حول السورة المباركة:
1 – بدأت (بالحمد) حيث أن الله يبدأ عباده وخلقه بالمَنِّ والعطاء قبل أن يسألوه، فاستوجب الحمد منهم ونَبَّههُم عليه ليكثروا منخ، وفي الحديث: “أما إنّ ربك يحب المحامد” رواه أحمد والنسائي (السلسلة الصحيحة 3179).
2 – ذكرت السورة أهم عملَيْن من أعمال القلوب (الإخلاص) إياك نعبد و (التوكل) إياك نستعين.
3 – ذكرت أهمية الصحبة الصالحة والقدوة (صراط الذين أنعمت عليهم).
4 – التنويه بضرورة وحدة الأمة (نعبد – نستعين) بصيغة الجمع وليس المفرد.

5 -حاجة الإنسان دوماً للهداية بأنواعها، (الإرشاد – التوفيق – التثبيت)

6 – بدأ الله تعالى القرآن (بالحمد) وإليك بعض فضائل الحمد لتعي أهميته في حياة العبد:
– أفضل عباد الله الحمَّادون. (صحيح الجامع 1571)
– أفضل الدعاء (الحمدلله). (صحيح الترغيب والترهيب 1526)
– أحب الكلام على الله (سبحان الله وبحمده). (صحيح مسلم)– الحمد سببُ ثبات النعمة على العبد وسببُ زيادتها.

7 – (إياك نعبد وإياك نستعين) قدَّم العبادة على الاستعانة؛ لأنها وسيلة إليها … فلا يستعان بالله في أمر من الأمور إلا بعبادة الله وطاعته، أما قول أحدهم (لا حول ولا قوة إلا بالله) وهو مُدْبرٌ عن ربه، غافل عن ذكره، فلا تنفعه.
8 – علاقة الفاتحة بسورة (البقرة) وسورة (آل عمران):
– آخر ما جاء في الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم) مرتبط ببداية سورة البقرة ( … هدىً للمتقين).
– آخر ما جاء في الفاتحة (غير المغضوب عليهم) وهم اليهود فجاءت بعدها سورة (البقرة) تفصِّل أحوالهم مع ربهم ثم (الضالين) وهم النصارى فجاءت سورة (آل عمران) تفصل أحوالهم مع ربهم.

 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك