صرخة مواطن
الدكتور حافظ موسى

لو كان للعرب عملة نقدية واحدة 

الفكرة قديمة قِدَم حلم الوحدة العربية .

تعود قصة العرب مع دينارهم إلى مرحلة قيام جامعة الدول العربية عام 1945 والتي بنيت على مبدأ أساسي هو أن تكون تعبيراً عن الحركة العربية الواحدة.

ولكن الدول العربية وحتى اليوم غير مهيأة لاستيعاب هذه القضية الحساسة بسبب إمساك الدول المسيطرة على مؤسساتها المصرفية والمالية بتقنيات النقد الورقي، وبث الخوف وخلق الذرائع لدى (عرب الغرب) ضد موضوع الوحدة النقدية في انخراط نظام نقدي موحد، متذرعين بقاعدة الصرف بالذهب المستند إلى الدولار الأميركي.

وهذا ما أعطى رأس المال الأميركي امتيازات استثنائية جعلته ينتصر على منافسه الأوروبي الذي وحّد عملته في (اليورو) رغم الصعوبات، حيث لا يزال الدولار، عملةً دوليةً وعالمية.

ومع ذلك كانت هناك مبادرات لبعض الدول العربية خصوصاً دول (مجلس التعاون الخليجي) بتوحيد العملة على دينار عربي واحد وفك الإرتباط بالدولار، بعد أن شعرت بخطورة استمرار هذه التبعية النقدية، وانعكاساتها السلبية على مجمل اقتصاداتها وكان التفكير والمخطط حول توحيد العملة في عام 1975.

إلا أن التهديد الأميركي عبر سياسة الإرهاب المالي والإقتصادي التي تفرضها على العالم وعلى العرب تارةً عبر تخويف الدول التي تمتلك أرصدة كبيرة في مصارفها واستثمارات في أسواقها، بتجميدها ومصادرتها تحت ذرائع كاذبة وافتراءات مختلقة، وتارة أخرى عبر جر حلفائها التبعيين من الدول الأوروبية لمماشاتها في هذه السياسة…تلوح في الأفق فرصة نادرة أمام العرب لإعادة بحث تكوين وحدتهم النقدية المتمثلة (بالدينار العربي) على غرار نظام النقد الأوروبي مع الأخذ في الإعتبار الظروف الذاتية.

والموضوعية في المنطقة العربية ككل، أما أهم العناصر اللازمة لوحدة النقد العربي، إيجاد سلة مشتركة لتسعير العملات العربية وتعديلها واستبعاد ربطها بالدولار أو أية عملة غربية، حيث يتولى تبني ذلك، صندوق نقد عربي، يصدر الدينار الموحد حصراِ ويفرض التعامل به ويستمد هذا الدينار قوته من ضغط الطلب العالمي على احتياطي نفط الدول العربية الذي هو بحد ذاته ذهباً أسودا.

إن فرض الدينار العربي والتعامل به سيشكل خطوة على طريق الوحدة النقدية، وسوف يكون سداً منيعاً في وجه الإبتزاز والإرهاب الذي يمارس على المال العربي بهدف استخدامه كوسيلة ضاغطة على القرارات السياسية العربية، فإن كل حديث عن التكامل النقدي العربي لا يواجه بالتحديد موقف العملات العربية من الدولار ولا ينهي حالة التبعية النقدية إزاء العملة الأميركية.

إن إنشاء عملة عربية موحدة يشكل تطلعاً قومياً مشروعاً، فالعملة العربية الموحدة أمر تقتضيه طبيعة الأوضاع النقدية الدولية السائدة وربما يؤدي إلى انهيار النظام النقدي العالمي المتمثل بالدولار أو اليورو، ويحقق اعتماد الدينار العربي 

يبقى أن نقول، في الختام، ما ذكرناه مجرد حلم ربما يتحقق يوماً ما، إذا أفاق العرب من غفلتهم، وتنبهوا إلى ما يُحاك لهم، يجب أن يعي الأمراء والملوك والرؤساء العرب أن في الإتحاد…. قوة، إذا أرادوا الإتحاد والوحدة في كل شيء، والله الموفق لما فيه خير العرب والمسلمين.

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك