كيف نقي شبابنا من الانحراف والوقوع في أيدي عصابات الإرهاب والتطرف

0
183

الآباء والأمهات يتصورون أن مهمتهم الأسرية تنحصر في توفير المأكل والمشرب والملبس والمسكن

إن كثيرا من الآباء والأمهات يتصورون أن مهمتهم الأسرية تنحصر في توفير المأكل والمشرب والملبس والمسكن لأولادهم فحسب، فهذا فهم خاطئ، فوظيفة رب الأسرة في الإسلام هي تربية أولاده وبناته التربية السليمة التي تحقق النمو المتكامل الشامل المتزن للناشئ بتحصينه ضد الانحراف وارتكاب الجرائم في حق نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه.

وإذا لم يدرك الآباء والأمهات هذه الحقيقة فسوف يزداد انحراف الأبناء، وتخسر الأمة يوما بعد يوم المزيد من طاقات شبابها، وإذا أردنا أن نقي شبابنا من الانحراف والوقوع في أيدي عصابات الإرهاب والتطرف، فإنه على كل أب منا أن يدرك الحقائق التالية:

1 – الرقابة الواعية المحكمة والحكيمة من الآباء تعد مراهقا يستطيع أن يتحكم في نفسه، وأن يسيطر إلى حد كبير على نزواته، وأن يكون أقل اندفاعا وأكثر انضباطا، أما التساهل وإعطاء الحرية المطلقة فهي أشياء ضارة لكل من الفرد والمجتمع.

2 – من أجل وقاية الأبناء وحمايتهم من الانحراف بأنواعه المختلفة المؤدية إلى ارتكاب الجرائم، فإنه يجب على الأسرة أن تعمل كفريق واحد. . كل فرد داخلها يجب أن يكون له دوره، وهذه الأدوار تلتقي لتحقيق الوظائف العامة التي سبق الإشارة إليها، هذا مهم للتفاعل وحل المشكلات والصراعات، حتى الطفل يجب أن يشعر بأنه مهم ونافع وأن هناك حاجة إليه، يجب على جميع أفراد الأسرة أن يكونوا متعاونين على الخير متضامنين، وبذلك تكون المشكلة الشخصية مشكلة عامة تهم الجميع.

3 – من أجل أن يتحقق الاتصال والتواصل بين أفراد الأسوة يجب أن يكون هناك حوار دائم، وهذا الحوار يجب أن يكون في جميع الأحوال إيجابيا وبناء، وأن يعبر على مدى اهتمام كل فرد من الأسرة لسماع الآخرين، والحوار الهادف يوجد اهتمامات مشتركة وأيضا يوجد الاحترام بين الجميع، تلك هي العلاقة الإيجابية البناءة، وتلك هي الوسيلة للحفاظ على الروح المعنوية للأسرة ككل والروح المعنوية لكل فرد فيها.

الأب والأم القدوة لأولادهما فيجب أن تكون العلاقة بينهما جيدة

ولأن الأب والأم القدوة لأولادهما فيجب أن تكون العلاقة بينهما جيدة، وبذلك يعطيان مثلا للسعادة والبهجة في الحياة.
بعض اكتئاب الأبناء المؤدي بهم إلى الانحراف والفساد وارتكاب الجرائم يأتي من الأب المكتئب غير السعيد ومن الأم القلقة، والأب والأم يكونان قدوة حسنة لأولادهما في الحياة: العمل الشريف، الكسب الحلال، الاستقامة، العلاقة الطيبة مع الآخرين، والاعتزاز بالقيم الإسلامية من أمانة وصدق وحياء ووفاء وصبر وسلامة صدر. . أيها الأب العزيز اسمح لي أن أذكرك بما يجب عليك نحو أولادك من أجل حماية وصيانة عقولهم، وتحصينها ضد الأفكار المنحرفة المؤدية إلى ارتكاب الجرائم والإخلال بالأمن، اسمح لي أن أذكرك بما يلي:

1 – لا تنشغل عن أولادك بأعمالك، خصص لهم جزءا من وقتك، وتذكر أن من العوامل التي تدفعك للعمل إسعاد أولادك ومن سعادتهم الجلوس معك، استمع إليهم وأعطهم الفرصة ليعبروا عما في نفوسهم أمامك، لتتمكن من تعزيز إيجابيات أفكارهم وتصحيح سلبياتهم وتقيهم بإذن الله من الانحراف المؤدي إلى ارتكاب الجرائم المخلة بأمن البلاد وتدمير مصالح العباد.

2- تذكر فترة مراهقتك كيف تخلصت من سلبيات هذه المرحلة، ووظف خبرتك تلك لمساعدة أولادك ليجتازوا هذه المرحلة الحاسمة بسلام.
3 – عندما يعمل ابنك عملا يتطلب النقد لا تجامله، انقده وامزج هذا النقد الهادف بالمديح المناسب، بين له الحق من الباطل والخير من الشر والمباح من المحظور،

4-اعمل على تعديل سلوكه غير المرغوب فيه إلى السلوك السليم في أطر علاقات أبوية حازمة غير عنيفة، ولا سيما في الفترة الأولى من حياة الإنسان حتى مرحلة النضج والبلوغ، فالطفل منذ ولادته يكتسب ألوان السلوك من والديه، فإن كان سلوك الوالد سليما كان سلوك الناشئ سليما، وإن كان منحرفا ساعد الناشئ على الانحراف.

5 – كن يقظا في مراقبة سلوك ابنك، وتعرف على جلسائه وأصحابه، واحذر أن يصاحب الأشرار، ففي مصاحبتهم الضياع والهلاك.
أيها الأب العزيز هذه بعض الواجبات الملقاة على عاتقك. . أحببت أن أذكرك بها فإن الذكرى تنفع المؤمنين، أيها الأب الكريم إن قيامك بواجبك تجاه أولادك يعني إعدادهم الإعداد السليم ليكونوا مواطنين صالحين، قادرين على خدمة أنفسهم وخدمة بلادهم محافظين على نعمة الأمن والاستقرار في بلادهم.

6- علموا أولادكم حب الوطن وان انتمائهم الاول والاخير لايكون الا لوطنهم لا لجماعات ولافرق ولا احزاب بل الانتماء الاول والاخير يكون لحب الوطن .

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك