كلمات ربي وآياته في القرآن الكريم دراسات قرآنية بقلم الباحث محمد أحمد عبدالله

0
0

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط

كلمات ربي وآياته في القرآن الكريم

 

دراسات قرآنية 

 

الفضّة

وردت الكلمة في القرآن الكريم ست مرات ، مقرونة بالذهب في آيتين مُرادًا بها المعدن ، وذلك في قوله تعالى:”زيّن للنّاس حبُّ الشّهوات من النساء والبنين والقنطير المقنطرة من الذّهب والفضّة….”( آل عمران: ١٤)

وقوله: ” والّذين يكنزون الذّهب والفضّة ولا ينفقوها في سبيل الله….”( التوبة:٣٤)

وجاءت في آية تعبيراً عن الرفاهية والترف والتوسعة المؤدية إلى الفتنة ، إذا يقول سبحانه” لّجعلنا لمن يكفر بالرّحمن لبيوتهم سقفًا من فضّةٍ”( الزخرف:٣٣)

وجاءت في ثلاث آيات وصفًا لبعض متع الآخرة ، فجاءت وصفًا للآنية:

” ويطاف عليهم بئانيةٍ من فضّةٍ”( الإنسان:١٥) وللأكواب :” وأكوابٍ كانت قواريراْ . قواريرا من فضّةٍ”( الإنسان:١٥,١٦)

وللأساور:” حلُّوا أساور من فضّةٍ”( الإنسان:٢١) ولنفاسة الفضة في القرآن الكريم بالتبادل مع الذهب وصفًا لآنية الطعام:

“ويطاف عليهم بئانية من فضّةٍ “( الإنسان:١٥)

“ويطاف عليهم بصحافٍ من ذهبٍ”( الزخرف:٧١)

كما جاء وصفًا للأساور:”وحلُّوا أساور من فضةٍ”( الإنسان:٢١),”يحُّلون فيها من أساور من ذهبٍ”(الكهف:٣١)

قال أبو حيان:إن أهل الجنة يحلون منهما على التعاقب ، أو على الجمع بينهما ، كما يقع في النساء في الدنيا.

وللنفاسة التي تتميز بها الفضة ،والذهب أيضًا ،فرضت فيها الزكاة إذا بلغت نصابًا معيناً ولم تفرض الزكاة في شئ من الجواهر سواهما.

والفضة وجمعها فضض من العناصر الكيميائية النفسية والنبيلة التي لا تصدأ ، قابلة للسحب والطرق والصقل ، من أكثر الموارد توصيلا للحرارة والكهرباء تستخدم في سك النقوض ،وفي الطلاء بالفضة ، وفي صنع الأواني والمجوهرات ،كما تستعمل أملاح الفضة في التصوير

 وَرٍق

وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم مرة واحدة بمعنى العملة الفضية وذلك في قصة أهل الكهف ، قال تعالى:”فابعثوا أحدكم بوَرِقِكُم هذه إلى المدنية”( الكهف:١٩)

فَلَك

الفَلَكُ: المدارُ يسبح فيه الجرم السماوي، وجمعه أفلاك وفُلُك.

وفَلَكُ كل شيء: مستدارة ومعظمه.

والفَلْكُ : التل المستدير من الرمل حوله فضاء.

والفلك من البحر: موجُه المستدير المضطرب.

والفلكة من المغزل: القطعة المستديرة من الخشب ونحوه تُجَعَل في أعلاه ، وتَثّبتُ الصّنارة من فوقها وعود المعزول من تحتها.

يقول الراغب الأصفهاني: والفلك مجرى الكواكب، وتسميته بذلك لكونه كالفلك. وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: تركت فرسي كأنه يدور في فلك” شبّهه لدورانه بفلك السماء الذي تدور عليه النجوم”

وعلم الفلك: علم يبحث في الأجرام العلوية وأحوالها ، والفلكي: المشغل بعلم الفلك.

وقد ورد كلمة الفلك في القرآن الكريم مرتين: في قوله تعالى:” هو الّذي خلق الّيل والنّهار والشّمس والقمر كلٌّ في فلكٍ يسبحون”( الأنبياء: ٣٣)

وقوله:” لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الّيل سابق النّهار وكلٌّ في فلكٍ يسبحون”( يس:٤٠)

وقال أهل التأويل في معنى الفلك الذي ذكره الله تعالى في هاتين الآتين الكريمتين إنه كهيئة حديدية الرحي أو كفَلكة المِغزل ، لا يدور المغزل إلا بها ولا تدور إلا به ، كذلك النجوم والشمس والقمر لا يدورون إلا به ،ولا يدور إلا بهنّ.

 ويقول الطاهر بن عاشور في تعريف الفلك: إنه أحسن ما يعبر به عن الدوائر المفروضة التي يضبط بها سير كوكب من الكواكب ، وخاصة سير الشمس وسير القمر.

وقوله تعالى:” في فلكٍ”

ظرف ( مستقر) خبر عن ( كُلٌّ) ، و(كُلٌّ) مبتدأ والمعنى أن كلا من المذكورات مستقر في فلك لا يصادم فلكًا غيره ، وقد علم من لفظ: ( كلٌّ) ومن ظرفية ( في) أن لفظ(فَلَكٍ) عام أي لكل منهما فلكه فهي أفلاك كثيرة.

ويقول الرازي:(الفلك) كلام العرب كل شيء دائر ، وجمعه ( أفلاك) ليس بجسم وإنما هو مدار هذه النجوم وهو قول الضحاك وقال الأكثرون: بل هي هي أجسام تدور النجوم عليها ،وهذا أقرب إلى ظاهر القرآن ، ثم اختلفوا في كيفيته تجري الشمس والقمر والنجوم فيه.

وجاء في المنتخب أن لكل جرم سماوي مجاله، أو مداره الخاص الذي قدره الله له، وأجرام السماء كلها لا تعرف السكون، كما أنها تتحرك في مسارات خاصة لا تحيد عنها ، هي الأفلاك. 

وعلم الفلك: عُرف عند العرب باسم ( علم الهيئة)؛ لأنه ارتبط بدراسة تركيب الافلاك وأحوال الأجرام السماوية وأشكالها وأرضاعها ومقاديرها وأبعدها. وقد وصفه عبد الرحمن بن خلدون (٧٣٢ه/١٣٣٢م- ٨٠٨ه/١٤٠٦م ) في كتابه ( المقدمة) بأنه:”صناعة حسابية على قوانين عديدة فيما يخص كل كوكب من طريق حركته ، وما أدى إليه برهام الهيئة في وضعه من سرعة وبطء واستقامة ورجوع وغير ذلك ، يعرف به مواضع الكواكب في أفلاكها لأي وقت فُرض من قبل حسبان حركتها على تلك القوانين المستخرجة من كتب الهيئة”.

وعرفته دائرة معارف القرن العشرين)لفريد وجدي بأنه: علم مداره الأجرام العلوية ، أي الشموس والسيارات والثوابت (في رأي العين) وتوابعها وذوات الأذناب ،وهو قسمان نظري وعملي: الأول يصف تلك الأجرام ويبين لنا أبعادها وحركتها وفصولها النسوية وهيئاتها ، والثاني يبحث عن كيفية رصد تلك الأجرام “

ولقد حثت آيات القرآن الكريم في ملكوت السموات والأرض ، وكان اهتمام المسلمين بعلم الفلك بالدرجة الأولى بسبب احتياجهم لمعرفة وتحديد مواقيت الصلاة وظهور الهلال ومواعيد الأعياد وتأيدة المناسك و العبادات وتحديد اتجاه القبلة ومواقع البلدان وغيره ذلك مما يتعلق بأمور دينهم الحنيف الذي فرض على الناس أن يتفكروا ويعلقوا ويعلموا ، مثلما فرض الله على أتباعه أن يتعبدوا ويذكروا الله تعالى في جميع الأحوال وعموم الأوقات، قال تعالى:” إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف الّيل والنّهار لآياتٍ لأولي الألباب ، الّذين يذكرون الله تعالى قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السّماوات والأرض رّبنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النّار “(آل عمران: ١٩٠)

وقال أبو عبدالله القزويني في كتابه( عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) مسترشدًا بقوله تعالى: “أفلا ينظرون إلى السّماء فوقهم كيف بنينها وزيّنّها ومالها من فروجٍ”( ق:٦)

إن المراد من النظر التفكير في المعقولات والنظر في المحسوسات والبحث عن حكمتها وتصريفها لتظهر لنا حقيقتها ، فإنه سبب اللذات الدنيوية والساعات الأخروية وكل من أمعن النظر فيها ازداد من الله هدايةويقينا ونورا وتحقيقا…وكما قال تعالى:” لهم قلوبّ لا يفقهون بها ولهم أعينّ لا يبصرون بها ولهم أذانٌ لّا يسمعون بها أولائك كالأنعام بل هم أضلُّ أولائك هم الغافلون”( الأعراف: ١٧٩)

وقد ازدهر علم الفلك كثيرا في عصر الحضارية الإسلامية وكان من مظاهر هذا الازدهار تصنيف العديد من أمّات الكتب في هذا الفن وتطوير أجهزة الرصد والقياس الفلكية وإقامة المراصد في البلاد الإسلامية.

بقلم الباحث”محمد أحمد عبد الله”

السبت ٢ مارس ٢٠٢٤, ٢١من شعبان ١٤٤٥

ذات صلة: السرور في القرآن الكريم .. بقلم الباحث/ محمد أحمد عبد الله

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك