كفاح شاب الوسية

تقرير / محمد رضا

توقفنا في التقرير السابق عن الدكتور خليل حسن خليل عندما تم طرده من مدرسة الزقازيق الثانوية بسبب عدم دفعه المصروفات الدراسية وعدم قدرة والده على دفع المصاريف، ترك المدرسة وعاد إلى القرية بعدها ب أيام القي القبض على والده بسبب أموال عليه ل غريب متولى، ذهب خليل الى الخواجة تاكي سماريدس الخواجة اليوناني صاحب الوسية الكبيرة التي كانت بجوار القرية حيث كانت تبعد عن القرية حوالى كيلو متر.

ذهب خليل الى الخواجة وحكى له ما حدث وما الم بأسرته من ظروف صعبة حيث لا يوجد أحد يعول أسرته وإخوته البنات ويصرف عليهم قرر الذهاب الى الخواجة وحكى له مدى حاجته إلى العمل .

قال له الخواجة أنا موافق على عملك وكان هناك الباشكاتب كما كان يسميه أهل الوسية هكذا الباشكاتب حسين  ذهب له خليل وقص عليه ما حدث بينه وبين الخواجة ، أعطى حسين ل خليل كراسة وقلم رصاص وقال له اذهب الى حقل القطن وقم بعد وتدوين الانفار ، في الدراسة  ذهب خليل الى الحقل وقام بتدوين أسماء الانفار يوما بيوم ، كان في استقباله فى الحقل الشيخ سالم خولى الانفار  كان رجل كبير فى السن لحيته بيضاء كان رجل نشيط ودؤوب يعمل بجد وإخلاص .

*كان الشيخ سالم يحب خليل وكان يعطف عليه وكان ينصح خليل دائما ويطلب منه العمل بجد وصدق وأمانه وإخلاص.

الشيخ سالم كان يتقاضى ٢جنيه فى الشهر مقابل العمل بجد وإخلاص وحب وتفانى

واحب خليل الشيخ سالم جدا

حيث كان ينام معه فى غرفته ، وكان يوصى خليل دائما بالصلاة وحبه لعمله وحرصه على الإخلاص في العمل .

وكان الشيخ سالم يعطف على خليل لأنه كان يعرف ظروف خليل الصعبة التى كانت تمر بها اسرته لذلك كان ينصح خليل ويطلب منه أن يحافظ على مصدر اكل عيشه .

*بعد شهر من العمل والجد والإخلاص حصل خليل على مرتب أول مرتب حصل عليه كان ٤٥قرش بعد كل هذا الجهد والتعب والعناء

قال ل حسين الباشكاتب ايه ده قاله مرتبك مش عاجبك امشي.

رد خليل فى سرعة بديهة لا عاجبنى

وفى سريرته قال امشى ازاى ومين يصرف على أسرتي وأهلي وأمي

لما يكرهني هذا الباشكاتب

كل هذه الأسئلة دارت فى عقل خليل

*وبعد مرور عدة أشهر من العمل فى الوسية وخليل كل يوم نجمه يصعد فى الوسية وأحبه الجميع الخواجة والشيخ سالم والانفار والفلاحين كلهم لأمانته وعطفه عليهم .

طلب الخواجة من خليل الأشراف على عد المواشي والإشراف على علف المواشي .

هنا قال خليل وبنفس المرتب كيف هذا ؟

قال له الشيخ سالم اصبر يا خليل اصبر الصبر مفتاح الفرج

اصبر الخواجة بيحبك (ومبسوط)  منك جداااا .

هنا سمع خليل نصيحة الشيخ سالم لانه كان بيعتبره مثل أبيه ويهمه أمره

وبعد مرور عام ونصف

كانت المفاجأة الكبرى طلب الخواجة تاكى من خليل الأشراف على مخازن الحبوب والقمح ، هنا صمت خليل وقال له لن استطيع يا جناب الخواجة ولكن الخواجة أصر أن خليل يشرف على المخازن .

ومع كلام الشيخ سالم قال له لازم توافق واصبر يا خليل ، سمع خليل كلام الشيخ سالم ووافق على الأشراف على مخازن الوسية واستلم دفاتر الحسابات واستلم المفاتيح من حسين الباشكاتب وتم طرد حسين من قبل الخواجة .

لكن عند القبض أخر الشهر حصل خليل من الخواجة على ١٠٠مائة قرش جنيه هنا فرح خليل جدااا لانه بهذا

المبلغ سوف يسد جوع أسرته ويسد رمقهم بهذا المبلغ

قال خليل استطيع بهذا المبلغ اصرف على ٨ثمانية أفراد من أكل وشرب وملبس

*عمل خليل بجد واجتهاد فى الوسية من تدوين وعد الانفار إلى الإشراف على علف المواشي ، إلى الإشراف على تخزين وتشوين الحبوب فى المخازن .

كل هذا العمل مطلوب من خليل يوميا ،ولكن كل هذا من أجل أسرته وإطعامها لأنه هو العائل الوحيد للأسرة .

وبعد عام من العمل وجنى القطن ، سافر الخواجة تاكى إلى اليونان فى اجازة شهرين وطلب من خليل الإشراف وتدوين اى داخل او خارج من المخازن .

في إجازة الخواجة فوجئ خليل ب محمد خطاب غفير الوسية يقوم بسرقة القمح من جرن الوسية وعندما كشفه خليل قال له هذا تبن المواشي عندي فى البيت

وبعدها ب أيام وجد خليل ابوحطب عامل المخازن يسرق الحبوب

وغيره وغيره

وفى الأخر وجد خليل الشيخ سالم الرجل الورع التقى يأخذ الانفار ليعملوا فى الحقل عنده ويأخذون أجرتهم من الخواجة وعندما واجه الشيخ سالم قال له نعمل من طلوع الشمس إلى غروب الشمس وماذا يعطينا الخواجة الفتات هل هذا عدل ؟

*وجد خليل نفسه يعمل فى وسط شيلة من الحرامية

رغم هذا لم يمد خليل يده ، رغم ظروفه الصعبة لم يسرق وكان تحت يديه وسيه كبيرة حوالى ٥٠٠فدان من مخازن حبوب إلى مواشى تبلغ حوالى ٨٠٠راس إلى أموال طائلة فى خزينة الوسية لم يمد خليل يده ، لأنه شريف تربى على الحلال .

فى يوم من الايام جاء صميده الغفير من الرباعي الى خليل يخبره أن والده مريض جدااا ولازم يروح المستشفى

اسرع خليل الى البلد واخذ أبيه إلى المستشفى القصر العيني فى القاهرة وتم عمل له جلسات كهرباء وبدء والده فى الاستجابة إلى العلاج وشفاه الله ، في ظل هذه الظروف كان الخواجة لا يعطى خليل مرتبه لمده ٨ثمانية شهور بحجة لا يوجد نقود أموال يعنى ، ولكن خليل وجد أموال فى الخزينة حصل على مرتبه فقط .

وعالج والده بهذه الأموال، عندما عاد الخواجة من سفره من اليونان طلب جرد الحسابات من خليل ، ذهب له خليل بالدفاتر  وعندما راجع وجد بند

حصول خليل حسن خليل كاتب الوسية على ٨ثمانية جنيهات مرتبه فى ٨ثمانية شهور .

*قال له الخواجة تاكى رجع الفلوس

قال له خليل صرفت الفلوس على علاج والدى المريض وهذا حقى

قال له الخواجه اذهب وأحضر الشيخ سالم .

ذهب وأحضر الشيخ سالم وابوحطب معا .

قال الخواجة هذا الباشكاتب سرق منى ٨ثمانية جنيهات ، واطلب منه أن يرجعهم لم يرجعهم .

قال الشيخ سالم ليه ياخليل رجع الفلوس مش كده

حكى له خليل ما حدث أنه لم يسرق الفلوس وإنما هذا مرتب ثمانية شهور وهذا حقه كيف يرجعه.

وبعد جدال بينه وبين الخواجة

قام الخواجة بسب خليل بالشتائم وابشع الألفاظ

رد عليه أنه هو اللي حرامي ، انك ياخواجة سرقتم ارضى المصريين ونهبتم حقوقهم وأراضيهم.

لم يعجب هذا الكلام الخواجة ، وأخرج مسدسه وجرى وراء خليل وأطلق عليه الرصاص ولكن خليل كان اسرع منه ، وقام بالإسراع بالخروج من السرايا إلى الخارج .

والخواجه تاكى كان بدين اى سمين لا يستطيع الجري مثل خليل

اسرع خليل الى بلده الرباعى يقطع هذه المسافة جرى مسرعا ،خوفا من بطش الخواجة

واخد نفسه يعلو وصدره ينخفض من الجري وعندما وصل بيته فى الرباعي أغمى عليه .

ليت شبابنا اليوم يحذون حذو خليل

ابن السادسة عشر الذى تحمل مسؤولية أسرة كاملة خوفا عليهم من الجوع .

 

ولنا بقية نستكمل معنا رحلة ابن الوسية بعد طرده منها إلى أين وصل.

إلى اللقاء في التقرير القادم

 

محمد رضا

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك