صرخة مواطن
الدكتور حافظ موسى

الخلاف ما أقساه

 يأتي الخلاف ليعري كل ما ستره التطبع، تسقط الأقنعة و يظهر العَجب، تصفعك الحقيقة لترديك صريعا في ظلمات الحيرة، هل أنت على صواب؟! أم على خطأ؟! هل تتنازل؟! هل تعتذر؟! هل تقف مكانك أم تمضي إلى الأمام؟! عند الخلاف.

يأخذ الناس يا عزيزي مواقعهم…ستكتشف الكثير من الأسرار عن بني الإنسان فمنهم من يرقى فتراه ملاكا على الأرض يمشي ومنهم من يدنو حتى تحسبه شيطانا يسعى في هلاك البشر….إننا للأسف نفتقر في كثير من خلافاتنا إلى العدل والإنصاف…الاختلاف يا عزيزي لا يصنف الآخرين وحسب بل يصنفك أنت أيضا، فاختر تصنيفك بعناية، لا تقبل التطاول على الحق، سينتهي الخلاف ويتصالح المختلفون.

 خِلافاتنا تُسْقِطُ أوسِمَة كثير مِمن حولنا، فيصير بعض الصديق غريبا بعيدا !!! وبعض الغريب صديقا حميما !!! ويظل بعضهم مكانه؟! خلافاتنا تلك النار التي أُوقِدَت على معادننا فيمكث ما ينفع علاقاتنا ويذهب الزبد جُفَاء، فترى معادن بعضهم تضيء ولو لم تمسسها نار، ومعادن بعضهم تلمع ناصعة براقة كما كانت عليه، ومعادن بعضهم قد بهتت وخفتت وانطفأ نورها إلى الا بد، فعند الخلاف تُعَزُّ معادننا أو تهان ؟؟؟!!!

الخلاف ما أقساه

 يضعك أمام امتحان مفاجئ يختبر فيه كل ما تعلمته من الحياة !!! أخلاقك ، مبادئك، مرونتك، حكمتك. وسَوَاءً نجحت أم رسبت، سواء كنت على صواب أو على خطأ فاتخذ منه نقوشا على صخور ذاكرتك لا يمحوها النسيان، عُد إليها كلما هممت بعلاقات جديد أو ربما قررت خوض غمار خلافات جديدة، لكن عليك أن تترك أحكامك سرا بينك وبين نفسك، وأبق على رقي أخلاقك ولا تعامل الناس بالمثل، لا تسمح لهم أن يبدلوك، لا تتغير لتسايرهم، تعلَّم من مُحْسِنهم إحسانه لتقلده، وتعلم من مسيئهم إساءته كي لا تكررها، تعلم من أصناف الناس مايدعوك لتعامل الناس بأفضل ما أحببت أن يعاملك به مخالفوك.. حسن الظن وعفة اللسان والْتِمَاس العُذر وسرعة العفو  وجَانِب في خلافك ما كرهت من مخالفيك.

العدل والإنصاف

إننا للأسف  نفتقر في كثير من خلافاتنا إلى العدل والإنصاف، أن نخرج من الإطار وننظر للأمور بحياد، أن نحتكم للعقول بدل العواطف، أن نستر عيوبنا بثياب أخلاقنا فنتفادى الغضب والحمية، ويعذر بعضنا بعضا، أن نرى الخلاف تبادلا للتجارب والرؤى، ففي الحياة من الألوان ما يغنينا عن نظرة الأبيض والأسود.

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك