كذابين هرن عليك.. بقلم /طلعت العواد

0
0

كذابين هرن عليك

انتشر أسلوب جديد من الكذب والمراوغة وعدم الصدق والوفاء بالوعد، يتمثل في كلمة – هرن عليك – لا نستعجب يا عزيزي من هذه الكلمة، لكني تجرعت ألمها مرات في أسبوع واحد من أشخاص مختلفة.

الشخص الأول سائق جرار حرث، ينقل الردم من مخلفات حفر الشوارع، اتصلت عليه لطلب جرارين من الردم قال: حاضر الردم موجود وفي الصباح سيكون عندك – هرن عليك – ومضى الصباح مع صباح آخر وثالث، ومضت شهور وما زلنا في انتظار الرد، وتم تعطيل ما نود تنفيذه، ومع كل اتصال مع السائق من الاتصالات المتكررة يقول لا تقلق – هرن عليك – .

أيضًا تكرر ذلك في نفس الأسبوع مع صاحب محل صيانة موبايلات في مدينتي، حيث إن الموبايل بحاجة إلى شاشة وغطاء، أعطاني موعدًا (48) ساعة، وقال سيكون الموبايل عندك، وأردف قائلًا: “هرن عليك”، عندما سمعت هذه الكلمة أيقنت عدم صدقه ومراوغته، ولكن قلت في نفسي أعط له فرصة، وفعلًا صدق ظني ومضى أكثر من أسبوع ولم ينته من إصلاح الموبايل، وفي كل مرة أستعجله يرد على بكلمة – هرن عليك – كرهت هذه الكلمة لأفعالهم الخاطئة وعندما أسمعها ترتبط بذهني بالكذب المحقق وعدم الوفاء بالوعد.أيضًا ثالث عضو من المجالس المنتخبة سابقا لجأت إليه في مظلمة كبيرة من أجل إغاثتي ونصرتي من مجلس المدينة، فقال بأسلوب الطيبة: انتظرني يوم الأحد وتبعها بكلمة -هرن عليك – كررت الاتصال في كل مرة يقول العبارة نفسها – هرن عليك – ومضى عامان وما زالت مظلمتي مرفوعة إلى الله تعالى.

 

وبالطبع أغلق عضو النواب هاتفه ولم يرد بعد؛ لذا قرَّرتُ مقاطعة التعامل مع أصناف هؤلاء ممن يقولون “هرن عليك” ولا ينفذون وعدهم واتصفوا بالكذب والنفاق، وما أصدق رسولنا الكريم حين قال صلى الله عليه وسلم: “آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. وفي رواية وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم”.

ما أحوجنا إلى مصداقية القول والفعل، وترك الكذب والنفاق، والثقة بالقول، وتنفيذ الوعد من أجل عدم إيذاء الناس بدنيًّا ونفسيًّا! وحتمًا سيتجرع نفس الكأس صانعه من كذب وخيانة وغير ذلك، وما أجمل من غرس بذور الصدق في كل مكان حتى يعم الخير والبركة والنماء في كل مكان.

طلعت مصطفى العواد: صناعة الأزمة دون دواع لازمة.. بقلم /طلعت العواد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك