صوت الجبل .. بقلم / خالــد رزق

0
0

كتب / خالد رزق

صوت الجبل عندما أتذكر الأهل والأقارب والأصدقاء الذين لم يعودوا بيننا الآن
وعندما أشاهد الأفلام القديمة وأبطالها الذين فارقونا
وعندما أتذكر أحداث تاريخية وحروب عديدة خاضتها الشعوب والدول
وعندما أتذكر شهداء حرب السادس من أكتوبر 1973م العاشر من رمضان والتي على إثرها قامت بعض الدول بمقاطعة مصر وقدموا فتاوى ومبررات على صدق تلك المقاطعة جاءت دول أخرى الآن بالتطبيع مع نفس العدو تحت ستار أن المال ليس له وطن والمصلحة الشخصية وخلاف ذلك من مبررات ،في نفس اللحظة التي وقفت فيها مصر في وجه نفس العدو حتى لا يستمر في عدوانه أتذكر أغنية وديع الصافي ( صوت الجبل ) راحوا فين حبايب الدار.

أتذكر حينها قصة قرأتها في كتاب تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي ) أبو الليث السمرقندي (
روي في الخبر أن عيسى-عليه الصلاة والسلام- مر بقرية وفي تلك القرية جبل, وفي الجبل بكاء وانتحاب كثير , فقال لأهل القرية: ماهذا البكاء في هذا الجبل؟
قالوا: ياعيسى منذ سكنا هذه القرية نسمع هذا البكاء وهذا الانتحاب بهذا الجبل,
فقال عيسى-عليه السلام :يارب ائذن لهذا الجبل أن يكلمني, فأنطق الله الجبل.
فقال: ياعيسى ماأردت مني؟ قال: أخبرني ببكائك وانتحابك ماهو ؟
قال: ياعيسى أنا الجبل الذي كنت تنحت مني الأصنام التي يعبدونها م دون الله . فأخاف أن يلقيني الله في نار جهنم.فأني سمعت الله يقول :”فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِى وَقٌودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ”{البقرة:24}.

فأخاف أن أكون من تلك الحجارة التي تلقى غداً في النار, فأوحى الله الى عيسى-علية الصلاة والسلام- أن قل للجبل حتى يسكن فإاني قد أعذته من جهنم.
فالحجارة مع صلابتها وشدتها تخاف الله فكيف ليكون المسكين الضعيف ابن آدم يخاف من النار ولا يتعذ بالله منها ياابن آدم احذر منها وانما الحذر منها باجتناب الذنوب فان الذنوب يستوجب سخط الله تعالى وعذابه ولا طاقة لك بعذاب الله تعالى…والسؤال الآن :
هل سمع هؤلاء وهؤلاء الصوت أو حتى الآية الكريمة التي حذرت بني آدم من ( وقودها الناس والحجارة ) ؟
هل استفاق الإنسان المعاصر من غفلته ؟
هل استعاد الإنسان المعاصر إنسانيته التي فقدها ؟
هل فعلا أصبح إنسان معاصر حقيقي أم أنه إنسان مزيف في مشاعره وفي أقواله وآراءه وحتى في فتاواه ؟
هل بحق استطاع هذا الإنسان أن يقوم بعمارة الأرض كما أمره الله عز وجل أم أنه أصبح أداة لمحو ذاكرته الفطرية التي من أجلها خلقه الله عز وجل ؟

هل بحق أصبحنا في المساء والسهرة أم أن الصباح هو الذي يقول فيه البشر ” الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ” ؟
نصيحتي أن نستمع إلى صوت الحق سبحانه وتعالى وأن نترك أي أصوات أخرى تقدم مبررات وفلسفات و مجادلات وثقافات التبعية غير المنضبطة والتي حولت الإنسان المعاصر إلى أضحوكة يضحك فيها على نفسه ليقدم نفسه قربانا لعدوه ولن ينال من كل ذلك إلا كل احتقار وذم من عدوه ومن الآخرين ومن نفسه – إن كان له قدر من الإحساس – والطامة الكبرى إن كان ذلك الذم من الله عز وجل ولكن الأمل في الله موجود وسينتصر الحق لا محالة في ذلك إن طال الزمن وإن قصر

وسلامي للجميع مع تحياتي خالد رزق :المثقفون والمجتمع والالتزام.. بقلم /خالد رزق

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك