المثقفون والمجتمع والالتزام.. بقلم /خالد رزق

0
0

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط

  المثقفون والمجتمع والالتزام

 المثقف كما جاء في المعجم الوجيز هو الشخص الفطن والمؤدب والحاذق والمهذب والمتعلم ، والثقافة هي العلوم والمعارف والفنون التي يطلب العلم بها والحذق فيها. 

 ومن منطلق هذه المعاني يمكننا أن نقسم المثقفون إلى قسمين : القسم الأول عام والقسم الثاني خاص

المثقف العام 

 فالمثقف العام هو الشخص العادي الذي يمتلك حضورا قويا في المجتمع الذي يعيش فيه ويلجأ إليه كثير من الناس لحل قضايا مجتمعية وأسرية مختلفة ويمتلك من المقومات التي تجعله يجلس في أي مجلس ويؤثر فيه تأثيرا إيجابيا وليس سلبيا.

المثقف الخاص

أما المثقف الخاص فهم أصحاب الفكر والكتاب والمؤلفون ومن لهم حضورا مجتمعيا أكبر عبر وسائل الإعلام الخاصة والحكومية وله تأثير أكبر على المجتمع أو حتى على فئات كبيرة من المجتمعات المختلفة. 

ومعنى الالتزام من فعل لزم يعني من الوجوب والدوام عليه ويقال ألزمه به وألزمت خصمي أي غلبته بالحجة ويقال لازم الغريم أي تعلق به

 ومن هذا الطرح نجد أن هؤلاء المثقفون لهم دور كبير في إحداث توازن مجتمعي كبير بين المؤثرات الخارجية والموروث الثقافي لدى المجتمع أو الشعوب المختلفة. 

 لذلك نجد أن هؤلاء المثقفون عليهم دور بارز في المجتمع فإن أصابوا في إبراز دورهم الثقافي نحو المجتمع فإن هذا الأمر يؤدي إلى نمو ونهضة المجتمع في شتى مجالاته أما إن أخطأ هؤلاء المثقفون عن عمد أو بدون عمد أو قصد فإنهم سيحدثون فجوة كبيرة بين الموروث الثقافي الذي عاش عليه المجتمع وبين المتغيرات التي قد تكون غير مقبولة لدى المجتمع.

التراث والفكر الديني

ولذلك لابد أن يلتزم الجميع بمعيار ثابت ومقياس واحد نقيم عليه الفكر الثقافي والطرح المجتمعي حتى لا يحدث خلل في المجتمع ، وأعتقد أن المعيار الصحيح الذي يجب أن نبني عليه ثقافتنا هو التراث والفكر الديني الصحيح والذي يتجدد طرحه وأسلوب عرضه مع تطورات العصر ،ولكن أصوله تظل ثابتة لا تتغير لأنها أصول عقدية ودينية ثابتة. 

 ولعل الحضارة الإسلامية وحضارة العرب خير دليل على ذلك مما دعا أصحاب الأفكار الغربية إلى شن هجمات شرسة على الفكر العربي والإسلامي القديم والجديد ، بل وتطاول كثير من هؤلاء على كتب التراث بدون دراسة وفهم ووعي بما تحمله دفتي هذه الكتب من معلومات ذات قيمة ومعاني. 

 ورسالتي للجميع أنه يجب علينا أن نتمسك بتراثنا الأصيل دون تشدد أو تسيب وأن نلتزم بالمعايير الدينية الصحيحة وبآراء الفقهاء والعلماء أصحاب الثقة في شتى العلوم فليس من المعقول أن يأتي شخص ويعطي أدلة على أن الماء يتكون من عناصر أخرى غير عناصره المكونه له ونصفق له ونتفق معه على ما يدعي جهلا أو كذبا .

 ولذلك لا يجب على أحد أيا كان أن يتطاول على تلك المعايير الثابتة في ديننا ولا يجب أن نعطي الحق لأي فرد كان من كان أن يقول عن نفسه أنه من الطبقة المثقفة عندما يخوض في عرض الأمة ودينها وموروثها الثقافي الحسن والصحيح فهناك موروثات ثقافية قبيحة مثل عادة الثأر مثلا وعادة عدم توريث النساء في بعض المجتمعات وغير ذلك من عادات وتقاليد بالية أو غير صحيحة قال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {البقرة/170} ). 

 لذلك وجب علينا جميعا غربلة هذه الموروثات القبيحة والمستجدات القبيحة والتي قد تتسبب في وقوع وإحداث الحرج في أمور حياتنا فقد قال تعالى ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {الحج/78}. 

فإذا كان الله تعالى لم يجعل علينا في الدين من حرج فلماذا إذن يجعل الناس علينا في الحياة من حرج ناسين أن القرآن الكريم هو الدستور الذي نقيم عليه جميع أفكارنا ومعتقداتنا الدينية والحياتية كلها لم يجعل علينا في الدين من حرج !. 

 وخلاصة القول أنه يجب علينا أن نلتزم بما يجب أن نقدمه للمجتمع من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر التزاما بقوله تعالى ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ {آل عمران/110} )

 فكانت الخيرية بالأمر بالمعرف والنهي عن المنكر وإنما تسلب تلك الخيرية بالخروج عن هذا الالتزام أما إذا لم يستطيع الفرد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فعليه أن يكف أذاه عن الآخرين وألا تسيطر عليه أفكار شاذة وغير مقبولة عقلا وشرعا في حياته الخاصة والعامة ولا يجب على الفرد أن يكون تابعا بغي فهم ووعي بل عليه أن يقوم بغربلة تلك الأفكار والمفاهيم الواردة علينا من غيرنا ختى لا يقع أحد في الفخ فقد قال رسول الله صلى الله عيه وسلم «لا يكُنْ أحَدُكمْ إمَّعَة، يقول: أنا مع الناس، إن أحْسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسنَ الناسُ أن تُحْسِنُوا، وإن أساؤوا أن لا تَظلِمُوا». أخرجه الترمذي عن حذيفة وحدَه ، والله وحده كفيلنا ونصيرنا .

                                                                        وسلامي للجميع

ذات صلة: استقبال عام جديد بالأمل والعمل وحسن الظن بالله.. بقلم / خالد رزق

 

 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك