استقبال عام جديد
استقبال عام جديد بالأمل والعمل وحسن الظن بالله

استقبال عام جديد بالأمل والعمل وحسن الظن بالله

ازدادت الخطوب على الأمة وازدادت الأزمات و اشتدت المحن وأراد أعدائها أن ينالو من أمنها واستقرارها حتى وأرضها التي راح ضحية استردادها من الصهاينة كثير من الشهداء فداء لهذا الوطن الغالي ومع بداية العام الجديد علينا أن نستشعر الأمل في غد أجمل وأفضل بدون يأس ولا خمول ولا كسل و علينا أن نعلم أن ما نحن فيه الآن من تغير في كثير من أحوالنا تمت الإشارة إليه من مترجم كتاب حضارة العرب  للكاتب الفرنسي جوستاف لوبون حينما قال عن حضارة العرب :

وبحث العلامة غوستاف لوبون في طبائع العرب وعاداتهم ونظمهم في مختلف الأقطار كما كانت عليه في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، فعلى القارئ أن يلاحظ ذلك، وأن يعلم أن هذا الكتاب ظهر في سنة ١٨٨٤ م، وأن طبائع العرب وعاداتهم تحولت بعض التحول منذ ذلك التاريخ بفعل مبتكرات العلوم والفنون والصناعة، وبفعل علاقات أمم الشرق الوثيقة بأمم الغرب في الزمن الحاضر.

وردا على هذا الطرح يمكننا أن نقول إذا كانت طبائع العرب قد تغيرت فإن عقيدتهم الدينية لن تتغير أو تتبدل لأنها عقيدة قائمة على القرآن الكريم الذي هو بلغة العرب قال تعالى  ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ {الشعراء/195}  ) وسيظل القرآن محفوظا ولغته محفوظة حتى قيام الساعة قال تعالى (  إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر/9}   ) لذلك علينا جميعا أن نتأكد من ذلك الأمر وأن نعلم أن الل عز وجل خلق الإنسان في مشقة وتعب قال تعالى  لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ {البلد/4}

 والمسألة إنما هي مسألة وقت وعلى حسب اجتهادنا نحن فقد قال الله عز وجل ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ {الرعد/11} )

لذلك علينا أن نغير من أنفسنا ولا نظل على الجمود والقولبة التي نعتبرها الأفضل فإذا كانت هناك دعوى لتجديد الخطاب الديني فلابد أيضا من تجديد الخطاب الاجتماعي والتعليمي والطبي وفي كل مناحي الحياة من تغيير طرق التربية والتعليم والتدريس لأن تلك المتغيرات التي تواجهنا جميعا تحتم علينا ذلك الأمر ولا يجب أن نتمسك بطريقة واحدة لتربية وتعليم الطلاب والناس بصفة العموم ولا يجب أن نعطي تبريرا للطالب الضعيف أنه لا يريد أن يتعلم فهو قاصر وله ولي أمر يدير شئون حياته.

والمعلم هو القدوة التي يجب أن يضيء الطريق لطالب العلم وأن نستخدم الرحمة في عملية التعليم وجميع شئون حياتنا كلها فالله عز وجل قال (الرَّحْمَنُ {1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ {2} خَلَقَ الْإِنسَانَ {3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ {4} ) والمعنى أنه يجب أن يرتبط التعليم بالرحمة قبل أن يرتبط بالعلم لذلك قال الله  ( الرحمن علم القرآن  ) ولم يقل العليم علم القرآن ومن هذا المنطلق علينا جميعا أن نتغير للأفضل حتى يغير الله لنا الأوضاع للأفضل وإن لم نتغير للأفضل فلا نريد أن يطبق علينا حكم الله في قوله تعالى (هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ {محمد/38} ) ويستبدلنا ونحن في غفلة وتعلق بغيره سبحانه وتعالى ،

 وعلينا جميعا أن نحسن الظن بالله في كل أمورنا قال تعالى ( فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {الصافات/87} ) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ”  عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له رواه مسلم  ” والمؤمن عليه أن يعلم أن الذي ابتلاه أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه ، ولا ليعذبه به ، وإنما ليمتحن إيمانه وصبره ورضاه ، وليسمع دعاءة وخلاصة القول علينا أن نبدأ عامنا الجديد بهذه الروشتة السريعة التي اجتهدت في كتابتها :

 أولا : علينا أن نلزم الاستغفار

 ثانيا  : كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيها خير كثير

 ثالثا  : الدعاء باسماء الله الحسنى وخصوصا اسم الله الولي واسم الله الوكيل

 رابعا  : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. وفي لفظ”إذا حزبه أمر صلى” رواه أبو داود وأحمد عن حذيفة والمعنى أننا إذا اشتدت الأزمات علينا أن نصلي صلاة اللجوء إلى الله لفك الكرب وفي جميع النوازل  خامسا : العمل وترك الكسل  قال تعال

 سادسا : الإيجابية وترك السلبية ولإيجى وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {التوبة/105} والإيجابية تعني الإتزام بما يجب عليك أن تفعله فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)”  متفق عليه ) .

 وسلامي للجميع

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك