صرخة مواطن
الدكتور حافظ موسى

 

الاعتذار فن لا يجيدة الا النبلاء في ثقافة لا تقف عند حدود الأسف بل هي ثقافة راقية ..تمنح الاقوياء قوة وتزيد من قوة الضعفاء ..هي لغة راقية ..وجدت منذ القدم … فقد عرفها البشر منذ عهد آدم عليه السلام حين اعترف بذنبه حين أكل من الشجرة المحرمة .

فقد يعتذر الرئيس للرعية والزوج لزوجته..والابن لأبيه والتلميذ لمعلمه…بينما يجده الحاليون بأنه من السلبيات التي تقلل من هيبة المعتذر ..وتهتز قيمته في نظر من يعتذر لهم ….فعلى العكس فالاعتذار ثقافة لا يتقن التعامل بها إلا كل أنسان واع ومدرك لقيمته …ومهما تعامل الناس بسلبية مع هذه القيمة النبيلة والسلوك الحضاري .

فالاعتذار من شيم الكبار في ثقافتنا الشرقية تمنحه للاقوياء دون الضعفاء …بينما نجد الكثيرين ينأون بأنفسهم بعيدا عنه …الثقافة التي أعنيها لا تتوقف عند كلمة آسف… فالأمر يتعلق بالمواقف الجادة التي تتطلب الاعتذار كي تمضي الحياة بوتيرة طبيعية…دون تكريس للبغض والحقدوالشحناء وسوء الظن في العلاقات المجتمعية .

حيث يصنف الاعتذار كأفضل وسيلة في التواصل الاجتماعي بين البشر ..التي تضفي على صاحبها صفة المصداقية التي يستحوذ من خلالها على ثقة الآخرين.

وثقافة الاعتذار لا تتوقف أيضاً عند الاعتذار عن الخطأ الفردي، بل تمتد بذات المفاهيم الى الأخطاء التي تقع فيها المؤسسات والأحزاب والكتل المجتمعية، والاصرار على الخطأ أو تجاهل الاعتذار عنه يضع صاحبه «أفراد أو مؤسسات» في خانة تقديس الذات المعصومة من الخطأ، وكأن صفحة العمل لديهم ناصعة البياض لا تنطق سوى بالانجازات الخالية من الأخطاء والهفوات بل وحتى السهو والنسيان .

نحن بحاجة اليوم لأن نكون أكثر جرأة في نقد الذات والاعتذار عن الأخطاء التي وقع فيها كل منا، ولسنا بحاجة قط لأن نرصد أخطاء الآخرين والعزف على وترها ليلاً ونهاراً، حيث قوة الحزب لا ترتبط بأخطاء خصومه بل بما يتمتع به من مصداقية والتي تتطلب بالمقام الأول الاعتذار عن الأخطاء التي وقع فيها سواء كانت تحت عنوان الاجتهاد أو سواه من العناوين.

وخلاصة القول
فالاعتذار قوة شخصية ، واتزان التفكير وهو القدرة على المواجهة في الحياة

.

 

 

 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك