د/ حافظ موسى

الصورة والحقيقة، أعجبه لون الشاي الزاهي في كوب صديقه ، فلم يتمالك نفسه حتى طلبه منه ، فلما رشف منه ، فإذا هو مر !

قد تكون هذه هي حقيقة ما نتمناه في أيدي الآخرين … ربما نفقد الإستمتاع بما وهبنا الله تعالى من النعم ، بسبب النظر إلى ما في أيدي الغير ، وتمني أن نكون مثلهم ، أو نحيا مثل حياتهم، وربما حقيقة أمرهم مختلفة تماماً عما تبدو لنا .

وقد تكون هذه الأماني ، تنغص علينا حياتنا ، ونشعر عند عدم تحققها أن في حياتنا شيئاً لم يكتمل بعد ، وأن في أفواهنا مرارة ، وفي أعيننا عبرة …ولربما هي محل هلاكنا وبؤسنا ، ولو حققها الله تعالى لنا ربما كنا بها أشقياء .

أتذكر أولئك النفر ، في قصة قارون الذين تمنوا أن يكونوا مثله في الغنى والرفاهية فقالوا : ﴿ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم ﴾.

 

لكن !!!

لأن القصة اكتملت وكشفت عاقبة قارون ، علمنا أنهم أحظ منه إذ لم يُعذبوا ، ولو أن الله تعالى حقق أمنيتهم لكان مصيرهم كمصيره ، فكانت عاقبة أمرهم بعد ذلك أن قال الله تعالى عنهم : ﴿ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون ﴾.

 

كم هي قصة عظيمة وذات عبرة وعظة تقول لنا :- حياتنا أجمل من حياة الذين نتطلع إلى ما في أيديهم … ولو كُشفت لنا الأقدار ما اخترنا إلا ما اختاره الله تعالى لنا.

والعبرة هنا

مع كل نفس من أنفاسك قل الحمد لله دائماً وأبداً

دمتم بخير و سعادة

المزيد للكاتب: التجاهل نصف السعادة.. بقلم د/ حافظ موسى

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك