أكذوبة العلمانية

كتب: خالد رزق
لك عزيزي القارئ أن تتخيل كمية الأكاذيب التي تشبع بها الجو في الفترة الأخيرة ولك أن تتبع معي هذه الحقائق أولا قبل أن تحكم على نفسك 

أولا : الحروب الصليبية :
الكل يعرف متى كانت الحروب الصليبية والتي تم فيها حشد جيوش ألمانيا و فرنسا وانجلترا تحت قيادة ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا تحت راية الصليب وتحرير القدس – بالطبع الذي أثار تلك الحرب المقدسة كما كانوا يزعمون هم رجال الكنيسة آن ذاك والذين كانوا يبيعون صكوك الغفران للشعوب التي كانت غارقة في الجهل.

وكان في نفس الوقت من الزمن كانت الأمة الإسلامية تعيش في أوج حضارتها وقوتها وبفضل الله عز وجل كان موقف صلاح الدين الأيوبي مع ملك انجلترا والذي فجر فيه الفطرة الإنسانية والذي خرج من بعدها من الحرب هو وجميع حلفائه مهزومين ومعهم تصريح دخول إلى الحج وليس إلى الحرب – والذي خالفوه من بعد ذلك بما يسمى وعد بلفور وزرع الكيان الصهيوني في أرض فلسطين الغالية .

ثانيا : العلمانية :
ظهر مصطلح العلمانية في أوروبا في القرن ال 16 عندما كانت الكنيسة تسيطر على كل مناحي الحياة وعندما اكتشف جاليليو جاليلي العالم الفيزيائي الفلكي الإيطالي أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس كما كانت تدعي الكنيسة حاكمته الكنيسة وحكمت عليه بالموت حرقا وعندها حار العلماء الطبيعيين فيما شاهدوه من حقائق علمية تتنافى تماما مع ما تدعيه الكنيسة فظهرت الحركة الليبرالية ومعنى الليبرالية كما ترجمها عباس محمود العقاد التحررية وهو يعني التحرر من فكر الكنيسة الذي لا يتوافق مع العلم .

ثالثاً : الثورة الفرنسية :
حدثت الثورة الفرنسية وكانت ثورة همجية بمعنى الكلمة لم تبقي ولم تذر كما يقولون فقد قتلوا ونكلوا بالكل حتى أن أنصار هذه الثورة لم يكن لديهم أخلاق الثورات التي يجب أن تكون فما ذنب العالم الكيميائي أنطوان لافوازيية مكتشف غاز الأكسجين والذي كان يعمل في معمله ولم يدخر جهدا في خدمة العلم، مع العلم أن شعار هذه الثورة ( الحرية – الإخاء – المساواة ) فهل المقصلة التي حصدت كثير من الرؤوس هي التطبيق الفعلي لشعار تلك الثورة .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن؟ 
لماذا تم طرح مصطلح العلمانية والليبرالية في مصر وبعض الدول العربية والإسلامية في هذه الفترة من الزمان ؟

وهل يريد من يروج لهذه المصطلحات الغربية والتي نشأت في جو من التخلف والتسلط الديني المغلوط أن يثير تلك الأفكار الآن ؟

والجواب الذي يجب أن يفكر فيه الكثير من المتشدقين والمروجين لتلك الأفكار غير المرغوب فيها هو :
1 – الدين الإسلامي لا يتنافى مع العلم بل أننا نجد أن الدين الإسلامي يؤكد حقيقة ما جاء في العلم من حقائق .

2 – عندما كانت الدولة الإسلامية كبيرة ومتسعة وتحت حكم إسلامي بحق كانت تعيش في هدوء واستقرار ورخاء وتقدم – صحيح كانت هناك بعض الفتن والقلاقل والثورات الداخلية – ولكن كانت الدولة الإسلامية قوية ومتماسكة. 

3 – لذلك أذكر لكم ما قاله الشيخ الغزالي عليه رحمة الله ” لولا أننا نستفيق لما كانت هذه الهجمة الشرسة علينا فنحن لو كنا في نوم عميق لما هاجمونا ” وصحيح قول هذا الرجل فهل ظهور تلك المصطلحات منذ بداية ثورة 25 يناير كان محض صدفة أو مجرد تفهم !! أعتقد أن ظهور تلك المصطلحات كان بطريقة ممنهجة لضرب العقل العربي والفكر الصحيح حتى ينحرف عن الصراط المستقيم والدليل على ذلك ما قاله الله عز وجل في سورة النساء (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا {النساء/27} ). 

4 – دخل المحتل الانجليزي لأرض فلسطين وزرع اليهود فيها والذي قال عند قبر صلاح الدين الأيوبي ” ها قد عدنا يا صلاح الدين ” فهل توقفت الحروب الصليبية ؟

5 – والرئيس الأمريكي بوش والذي قال في خطبة له على شاشات التليفزيون ” هذه الحرب الصليبية هذه الحرب على الإرهاب سوف تستغرق بعض الوقت ” فهل توقفت الحروب الصليبية ؟

6- ولله در من قال : عندما سقطت العاصمة الفرنسية “باريس” على يد النازيين عام 1940، زار هتلر قبر نابليون بونابرت و انحنى له بكل احترام قائلاً له: “عزيزي نابليون، سامحني لأني هزمت بلدك، لكن يجب أن تعرف أن شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء بينما شعبي كان مشغولاً بقياس فوهات المدافع و البنادق.

7 – وعندما قامت ألمانيا باحتلال إيطاليا في الحرب العالمية الثانية وتم الاستيلاء على جميع مناحي الدولة تركوا التعليم لأهله وتم طرد الألمان من إيطاليا وقالت إيطاليا كلمة مازال يذكرها التاريخ ( لقد انتصر معلم المدرسة الإيطالية على معلم المدرسة الألمانية ) . إلى آخره من أمثلة كثيرة ،هذا القول ينطبق اليوم تماماً علي شعوب مشغولة بالمسلسلات والأفلام والأغاني وتوافه الأمور، بينما يعمل غيرها اليوم على دس السم في العسل، مما أظهر لنا جيلاً بعيداً عن الدين، بل جيلاً انهزامياً يستحي من كل ما له صلة بالإسلام. 

ويحضرني قول أحد العلماء: إن في بلادنا من يدافع عن حرية الإلحاد، والسُكر، والزنا، بلسانٍ طلق، فإذا حُدّث عن حرية الإيمان والعفاف و اليقظة الفكرية و الأدبية امتعض و اشمأز !!!

إن السبب الرئيسي لكل تلك النكبات في حياتنا يعود إلى تعميق الشهوات والشبهات في حياتنا وشرح ذلك الأمر في لقاء لاحق إن شاء الله وسلامي للجميع … مع تحياتي خالد رزق

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك