“حلاق الصحة ” كلمة ترجع الي المتلازمه الغريبه التي ارتبطت به , فكما يتضح من اسم وظيفته ليس حلاق فقط , وانما ايضا ” صحة ” فهو كان بمثابه طبيب وجراح وممرض وتمرجي ومستشفي كامله متنقله ومجهزه .

وربما ترجع تلك المتلازمه الي مهارة الحلاق في استخدام حد ” الموسي “. 

مهنة “حلاق الصحة” كانت تشبه الحكم في مصر آنذاك، متوارثة في عائلات معينة، فكل حلاق يعلم ابنه ليحمل عنه الشعلة بعد وفاته، يعتمد عليه الأهالي بشكل كامل في كل ما يخص الطب، فهو من يطهر الجروح ومن يكشف على المرضى، وهو من يطاهر الصبية، وهو من يصف الأدوية من العطارين.

وبالرغم من الأخطاء الطبية الجسيمة التي كان يرتكبها أبناء هذه المهنة إلا أن الناس لم يكن لديهم بديل إلى أن تم إنشاء مدرسة القصر العيني للطب وبدأت المستشفيات تنتشر في القاهرة، لكن هذه المهنة ظلت قائمة في القرى والنجوع البعيدة حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، بحسب ما ذكره المؤرخ ستانلي لين بول في كتاب سيرة القاهرة.

” حلاق الصحة” كان طبيب الشوارع زمان
حلاق الصحة من المهنة التى اندثرت وكان بمثابة طبيب متخصص فى جميع الأمراض وجراح وممرض ومستشفى متنقله، إضافة إلى امتهان الحلاقة، كما اعتاد حلاق الصحة على التواجد في القرى والنجوع بشنطة أدواته المصنوعة غالبًا من الجلد أو الخشب.

ويحكى أن حلاق الصحة كان يجلس على قارعة الطريق ويفرد أدواته على منديل أبيض وتنحى له الهامات والرؤوس، وكانت الموالد أزهى أيامه، حيث يقصده الأهالي لإتمام عمليات الختان للأطفال.

كان يستخدم ادواته في العمليات الجراحيه البسيطة، فأطلقوا عليه طبيب، يري كثيرون في وصفاته شفاء لهم. 

كان الحلاق الجوال يقصد أماكن تجمع الرجال، مثل المقاهي واماكن العمل، حاملا ادواته داخل الحقيبه، التي تحوي جميع مستلزماته مثل ماكينه الحلاقه اليدويه والمشط والموس والقطن وتنتريوك للتعقيم وفرشاه حلاقه وتنظيف، وفى القرى له مواعيد معينة فى الشهر لزيارتهم. 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك