د. حسن سراج

يوسف أيها الصديق “قصيدة”

صَوِّرْ ما تراهُ مِن الأَلَمِ
وارسمْ ما تَشاءُ مِن الكَلَمِ

لاتُهَادِنْ ، تَرى الجوعَ يَخْنُقُنَا
والغلاءُ نذيرٌ مِن الهِرَمِ

لا تُهادنْ،فَكيفَ تَرى بَقَرَاً
قدْ باعُوا الرَّغيفَ على الوَضَمِ

لا تُهادنْ،فكيفَ تَرى بقراً
تأكلُ اليَانِعَاتِ مِن النِّعَمِ

لا تُهادنْ، فكيفَ تَرى بقراً
تَقْضِمُ اليابِسَاتِ مِن النَّهَمِ
*******

قالوا: الأرضُ جَدْباءُ عَاقِرَةٌ
إفْكٌ؛ما بالأرضِ مِن سِقَمِ

قالوا:ماءُ النِّيلِ غَائِضَةٌ
كذبوا؛يَجْري الماءُ على القِمَمِ

قالوا:إنَّ الحربَ دَائِرَةٌ
…ربنا حفظَ الشَّعْبَ بالسَّلَمِ

أزَمَاتٌ تَتْرَى مِن الكَبَدِ
والشعبُ مُسَاقٌ لِلعَدَمِ

قُلْ إنَّ العُقُولَ التي مَلَكَتْ
رضعتْ مِن عُبَّادِةِ الصَّنم

هلْ تَرَى للإصْلَاحِ مِن أَمَلٍ
وأعْوانُ العزيزِ مِن الخَدَمِ
********

أنا مصريٌّ، هلْ تَرى جَسَداً
مَوْسُوماً على الوجْهِ بالقَدَمِ

أنا لي عَينان تَرى حُمَمَاً
أردَتْنِي في مَوْجٍ الحُممِ
:
أنا لي عَينان تَرى عَجَباً
جَلَّادُ الشَّمسِ مِن العَجَمِ

أنا لي عَينان على قَمَرٍ
مخسوفِ النُّورِ مِن الأَلَمِ

أنا لي عَينان صدى نَغَمِ
أهْدِيهِ لِشَعْبِي المُحْتَرَمِ
.********

“يوسفُ” أيها الصدِّيقُ أَلَا
تَفْتِي الآنَ في الزَّمَنِ السَّئِمِ

خمسون خَلَتْ لا نَرَى فَرَجَاً
رَسَمَتْ ظلَّ الشَّيبِ والهِرَمِ

خمسون سُدَىً لانَرى فَرَحَاً
عِشْنَاهَا رُفَاتاً مِن الرّمَمِ

عشْنَاهَا عَبيداً وَمِنْ عَجَبٍ
سَفَّاحُ الذِّئَابِ مِن الغَنَمِ

خمسون عِجَافَاً مُرَوِّعَةً
مُسْتَباحٙات الحِلِّ والحُرُمِ
*********

أيُّاهَا الصدِّيقُ أَيَا أَمَلاً
عُدْ للسَّائِمَاتِ مِن البُهُمِ

“يوسفُ” عُدْ للنِّيلِ والهَرَمِ
عُدْ إلى شعبٍ فائقِ السَلَمِ

عُدْ إلى أرْضِي؛ فَخَزَائِنُهَا
مَلْأَى ،رَغْمَ السَّطْوِ في الظُّلَمِ

عُدْ إلى زَيْفِ فِكَرٍ تُحَرِّرُهُ
ما باللَّوْح ِحُرِّفَ بالقَلَمِ

آهٍ ،أضْحَى العلْمُ طَالِبُهُ
ما بينَ العَمَى ضَلَّ والصَّمَمِ

آهٍ ،والأخلاقُ كافرةٌ
برسالاتِ الحُبِّ والقِيَمِ

“يوسفُ” أيُّهَا الصدِّيقُ أَلَا
تَأْتِي الآن بالشَّمسِ والنَّغَمِ

شعر د.حسن سراج

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك