وضعنا عند الكبر.. بقلم /طلعت العواد

1
0

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط
  1. وضعنا عند الكبر عندما يبلغ الإنسان من الكبر عتيا ، ينظر من المحطة الأخيرة فى حياته إلى ماضية ، يمتلكه الحسرة والندم على ما ضيع من شبابة وصحته وماله فى أمور غاية من الهيافة لا تنفع ولا تجدى ، تزداد تلك الحسرة عندما يهم بالسير على قدمه فلا تطاوعه إجبارا ويشعر بالعجز التام وذلة النفس ، ربما تنهمر الدموع من عينيه على ما ضيع من صحته متبعا شيطانه وهواه فى ملذات مدمرة وسعادة مهلكة ، إضافة إلى ذلك الوقت الكنز الربانى الذى وهبه الله إلى كل إنسان ، و ينجح من استغله فى جمع مال أو علم أو تعلم مهنة ومهارة يكون بها إماما وقبلة لغيره ، و يكون له الكلمة العليا فى كل شىء ويلجأ إليه الجميع محتاجين إليه ، أما من ضيع الوقت سيكون فقيرا ضعيفا جاهلا فى مؤخرة مجتمعه ويكون عالة على الجميع لا عزة ولا كرامة له ، وانظر إلى المجتمع تجد رفقاء السن والعمر متفاوتين من ناحية الغنى والفقر رغم أن الله منح كل منهم مقومات واحدة من الوقت والصحة وغير ذلك لكن الذى نجح وفاز من حافظ على نفسه مبكرا واستغل وقته فى العمل النافع فجمع مالا كثير وكون شركات كبرى أما الآخر ربما تحول إلى متسول يسأل الناس أعطاه من أعطاه وخذله من خذله ، ودائما تتقاذفه الدنيا بذلة ومهانه من كل طبقات المجتمع حتى أهله ينفرون منه ، ما أعظم طريق النجاح واستغلال الوقت والصحة والمال فى كل نافع للنفس وللبشرية ، كثير منا يتحسر جدا ويندم على ما ضيع فى حياته من صحة ووقت وعلم وتأدب أخلاقى بكل قيم نبيلة ، إننا فى كبرنا تتفلت الصحة من بين أيدينا ونحتاج لمن يعطف علينا ونستند عليه كى نستطيع الوصول إلى دورات المياه كى نقضى حاجتنا ، ربما لا نجد من يعاوننا فنبول على أنفسنا فى منظر مؤذى للنفس ونشعر أنه لا قيمة لنا لأننا ضيعنا صحتنا فى كل غث وضيع غير مفيد ، نعم ضيعنا صحتنا فى شبابنا فضيعتنا فى كبرنا ، وفى كبرنا أيضا نحتاج إلى ثلثى ما جمعناه فى حياتنا من أجل الدواء والغذاء ، وإن لم ندخر مالا يغنينا ذل السؤال لهذه الأيام، كيف يكون حالنا عندما تحتاج إلى دواء يسكن أوجاعنا فلم نجده لعجزنا عن شرائه لأننا ضيعنا مالنا فى الملذات والشهوات فى صغرنا ولم ننتبه إلى هذه الأيام إلى حاجتنا إلى المال من أجل الدواء وغير ذلك تكون شديدة وواجبة ، نعم كسرات نفس متوالية وذلة عاتية ومهانة مستطيلة تحيط بنا من كل اتجاه لأننا لم نستثمر طاقة صحتنا وعقلنا ووقتنا فى صغرنا وانفلت كل شىء منا ولم نعد نملك قرارنا ونتسول الحنان والعطف من قلوب جفت وأعين أغلقت ، يا سادة ليوم كبركم أعدوا استطعتم من مال وحافظوا على صحتكم من أجل هذا اليوم واجمعوا المال والعلم بوفرة لا تضيعواذلك فى زهوة وعنفوان شبابكم ، وازرعوا كل جميل من قيم وخلق وعلم نافع ومعاونة المحتاج كى تجدوا من يعاونكم فى كبركم عندما تحتاجون إليه .
    طلعت مصطفى العواد
    مدينة السرو دمياط

ذات صلة: يا قايل الأه .. كلمات /طلعت العواد

1 تعليقك

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك