صرخة مواطن
الدكتور حافظ موسى

        طيب ناجح ولكن!

 

ارتفاع الأجور أصبحت ظاهرة غير أخلاقية، فالطبيب يتنافس مع أقرانه على رفع معدلات الكشف ليتفاخر بعدد ساعات انتظار المريض، ويتعالى بالمبالغ الكبيرة التي أثقلت كاهل المحتاجين للعلاج.

 

 إذ يتحدث معهم في المقابلة بلغة استعلائية تزيد من مشاكل المريض نفسياً، والطبيب يعتبر نفسه المنقذ الأبدي وهنا تصح العبارة “لا حاجة للخبرة والذكاء ولا معنى للشهادات دونما قيم إنسانية”.

 

 لكن من يسمع أنين المرضى وهل يستطيع الطبيب تخيل وجه المريض بوجه أمه ؟ أو زوجته ؟ أو ابنه ؟، عارٌ سيوضع على جبهة كل من يستغل جراح الناس من أجل مصالحه، والدنيا دوارة لمن لا يراجع تصرفاته، والحياة ستصفع بعدالتها أولئك الذين تسببوا في تعميق آهات البشر.

   صفقات تجارية

 

كثير من الأطباء يتعاملون بطريقة تجارية خالصة مع مندوبي الأدوية، فيسلكون طريق الاحتيال  مستغلين حوائج الناس، والطبيب يتقاسم مع المندوبين نسب الأرباح، ويروج الطبيب بعد الكشف لمالك المجمع الطبي كي يسوق أدويته.

 

 علماً أن المالك يفتح صيدلية كبيرة يحتكر فيها نوع معين من الأدوية فيبيعها  وسط اتفاق مسبق مع الطبيب الذي يدعي أن الدواء المستخدم لعلاج المريض “أصلي” ولا يتوفر إلا عند تلك الصيدلية التي يملكها صاحب المجمع الطبي.

 

 وهناك طريقة حديثة في السمسرة الطبية وهي حصول الطبيب على رحلات خارجية ترفيهية أو تحت مسمى المؤتمرات الطبية مقابل ترويج الدواء المراد تحقيق الأرباح من خلاله، فتستمر الصفقة التجارية وتجبر المريض على القرض وتحمل الديون ليعيش يوماً جديداً بلا ألم جسدي ومع حيرة نفسية تمنعه من الشفاء.

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك