صرخة مواطن
الدكتور حافظ موسى

زواج القاصرات مشكلة يدفع ثمنها المجتمع

زواج القاصرات ظاهرة اجتماعية يمكن وصفها بالكارثه لما لها من نتائج سلبية على الفتيات وغالباً ما ينتهي هذا الزواج بالفشل مع وجود طفل أو اكثر وفتاة لا تعرف كيفية تربيتهم.

وينتشر هذا الزواج في المناطق الريفية بشكل خاص وزواج القاصرات ظاهرة من أخطر الآفات التي تواجه المجتمع المصري لاسيما في الريف الذي يشهد كل يوم حالة جديدة من جمود الفكر وإنتهاك أبسط حقوق الفتيات الصغيرات وحرمانهم من معايشة أعمارهم بحرية وطمأنينة بظن خاطئ ان هذا يصب في مصلحتهم. 

ويوجد قانون بالفعل يجرم زواج القاصرات في القوانين المصرية ويؤكد على عدم قانونية تلك الزيجات. 

كما ينص القانون المصري رقم 64 لسنة 2010 على إعتبار الزواج المبكر حالة من حالات الإتجار بالبشر.

وعلى الرغم من القانون لاتزال المشكلة تتكرر كل يوم حتى باتت الحاجة ملحة لاقرار تعديلات على القانون الذي يجرم زواج القاصرات تحت سن 18 عام حيث يشمل التعديل إدخال نصوص لمعاقبة كافة الأطراف المساعدة في هذه الجريمة سواء من الأهل أو سماسرة الزواج أو المأذون.

وكذلك إضافة مادتين لعقاب المأذون بصفته فاعل أصلي حيث يجب عليه أن يستدل على سن الزوجة من خلال بطاقة الرقم القومي الخاص بها وليس عن طريق الشهادة الطبية كما يعاقب الأب في حالة عقد زواج لم يتم احد طرفيه سن ال 18 عام. 

وتشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الزواج قبل إكتمال السن القانوني والإصابة بأمراض عصبية ونفسية من بينها الإكتئاب نتيجة لعدم قدرة القاصرات على مواجهة مشاكل معقدة متعلقة بنموهن الشخصي من جهة وبين عالم الكبار الذي يتطلب منهن التأقلم على معايشة عالم بعيد تماما عن عالم الاطفال الذي ينتمين إليه مما يؤدي إلى الإضطرابات العاطفية.

بالإضافة إلى إضرابات في السلوك الاجتماعي والذي يؤثر بدوره على التنمية المعرفية و الاجتماعية العاطفية بصورة كبيرة تحد من فرص النمو الصحي المتكامل لهؤلاء الفتيات ويحد من فرص نجاحهن في الحياة وأن نسبة كبيرة من هؤلاء الفتيات يعانين من إضرابات عصبية مختلفة مثل الوسواس القهري والإجهاد اللاحق للصدمات العاطفية والقلق الإجتماعي.

واضطرابات المزاج الشديد الذي يعوق عن القيام بالأنشطة اليومية وكذلك أمراض السلوكيات القهرية المتكررة أو الأفكار التي تبدو وكأنها من المستحيل أن تتوقف حيث هذه الأمراض النفسية في مشكلات إجتماعية كبيرة كما أنها ترتبط بمشاكل في السلوك نلاحظها في تغيرات جذرية في أنماط الشخصية فضلا عن بعض الانحرافات السلوكية الخطيرة.

وفي المجمل تؤدي هذه المشاكل إلى تعقيدات إجتماعية تؤثر على المجتمع ككل من بينها إضرابات في الحياة الأسرية وتباعد كبير بين نسبة تعليم الفتيات والفتيان حيث أن الزواج المبكر يعوق التقدم المستمر نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم.

وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الجهل والفقر و من ثم تخلف المجتمع لأن أيان هؤلاء الفتيات غير قادرات على تحمل مسئولية تكون أسرة من المفترض أن يكون لها دور فعال وإيجابي في بناء المجتمع.

د. حافظ موسي

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك