صرخة مواطن
الدكتور حافظ موسى

زارني الخوف بعد موت أختي نعم . ماتت أختي … بل ماتت أمي بدأ الخوف يدب في قلبي

 يا تري هل كان الله يحفظني بسبب دعاءَها لي

هل كان الله يحميني من مصارع السوء حتي لا يحزن قلبها

 هل كان يفتح علي من أبواب العلم والرزق بسببها حتي أكون قرة عين لها …

  لست أدري ! 

 أمي .. جلست لأكتب وأخط لك كلمات رثاء تليق بك وبكل ما تحمله كلمة الأم من معان صادقة كبيرة لا يدركها الا من فقد الام.

 جلست لأكتب وكأني لا أجيد الكتابة .. تلاشت الحروف والكلمات والمعاني.

 كم هي صعبة أن ترثي قريباً لك، فكيف بالأحرى إذا كان هذا القريب هو أمك.

 فأي كلمات يا أمي تستطيع أن تفيك حقك، وأن تعبر عما نشعر به من ألم وحسرة لفقدانك.

 كل عبارات الدنيا لا يمكن أن تصف شيئاً مما شعرت به لحظة رحيلك، وما زلت أشعر به، فما زلت حتى هذه اللحظة لا أصدق ما حدث.. انك رحلت ولن تعودي.

 أمي الحبيبة: 

 كل نظرة أتأمل وجهك البهي تحمل معها مولدا جديدا لفرح وسعادة وأمل. 

 ولكن بالنسبة الي ابتدأت دقائق يومي بفاجعة كبرى، واي فاجعة أكبر من أن تفقد أعز الناس الى قلبك.. أمك 

 أمي الغاليه.. 

لا تتصوري كيف كان مقدار ألمي بتدهور وضعك الصحي المفاجئ، والذي تسارع بشكل رهيب، أياماً معدودة فقط .

 كنا نراقبك وأنت تذوين بسرعة ولا شيء نستطيع فعله

 كم كانت أياما قاسية صعبة ونحن نرى تلك الام التي كانت في السابق شعلة نشاط وحركة وترفض أن يخدمها أحد حتى في مرضها، تقبع في فراشها من دون أن تستطيع أن تفعل أي شيء.. كم كانت هذه الأيام صعبة عليك.

 أمي الحنون.. 

كلما كانت أنفاسك تخبو وتضعف لحظة الوداع الأخير، أحسست بأنفاسي تنقبض داخل صدري وأنا أتساءل هل ما يحدث هو واقع أم حلم؟!

 هل سيتحول عالم أمي الى ذكرى.. لم نصدق وتشبتنا بأمل أن تتجاوزي مرضك فتعودي الينا.. ولكن هذه هي ارادة الله تعالى، وما علينا سوى أن نقبل ونحتمل مرارة الألم. 

  ولكن !

 أي ألم هذا.. انه ألم لا يطاق.. لا أستطيع أن أصف لك مقداره ونوعيته.

 فقلبي بكى عليك قبل أن تبكي عيني.. قلبي الذي امتلأ حسرة وألماً على فراقك.. ورغم ذلك ما زلت لا أصدق انك رحلت من دون رجعة، فراغاً كبيراً تركته خلفك.. وفقدت الحياة قيمتها، فأي قيمة للحياة من دون أم.

 آه يا أماه كم اشتقت اليك.. اشتقت لسماع صوتك وكلماتك الجميله …

إشتقت لعبارة  الله يرضي عليك التي كنت ترددينها لنا دائما ؛ والتي كانت آخر كلمات سمعناها بوضوح منك .

يوم مر علي وفاتك وكأنه دهر ،ربما سيمضي كل منا في حياته وفي مشاكله وفي أفراحه ،ولكن مهما حاولنا أن نتقبل رحيلك وبعدك عنا ،فإننا دوما سنصحو علي ألم فقدانك .

 في كل لحظة فرح سنعيشها سنتمني لو كنت معنا ،تماما كما زلنا طوال السنوات الطوال علي فقدان الأب ومن بعدها الأم. 

 ما زلنا نتمني لو أنكما معنا لنرتمي في أحضانكما ،نبكي ألمنا ،ونشكو همومنا ،ونلتمس الحضن الدافئ الذي يخفف عنا ويملأنا بالحب والحنان .

 رحمك الله يا أمي وأسكنك ملكوته السماوي مع الأبرار والصديقين …

 رب إغفر لي ولوالدي كما ربياني صغيرا

  وادخلهم الجنه بلا حساب وجميع موتي المسلمين .

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك