د. حسن سراج

 

 قصيدة ‘‘تباً لليلى والقبائلِ كلِّها ‘‘

قالتْ عشقتٙ وفي هواىٰ مُولٙعٌ

وكشفْتٙ أسرارٓ الغرامِ بمُهجتي ؟

ورسمْتٙ بالشعرِ الجريءِ مٙفاتني
وكتبْتٙ أعماقي وبُحتٙ بنشوتي؟

فأعرتٙ أجفانٙ الظباءِ لأعيُني
والوردةُ الحمراءُ تُشبهُ وجنتي؟

وبرعتٙ في وصفِ المليكةِ يافتى
وتعفُّ عمّٙا ينتشيكٙ بلذّٙتي؟

قد زاعٙ صيتي في المدائنِ كلِّها
وتقاسمتْ ليلى بكلِّ قبيلةِ؟

حتى رموكٙ بما يُعابُ به الحِجا
وصفوكٙ مجنوناً صريعٙ محبّٙتي

بالله ذنبي أنّٙ حُبكِ قاتلي
مالذنبُ ذنبي ياأميرةٙ دُنيتي!!

********
هل أنكرتْ ليلى علىّٙ صٙبابتي
أمْ قلبُها المسجورُ ذابٙ بحّرقتي؟!

هلْ كان طيري راحٙ يهتفُ باسمِها
إلّٙا لأنّٙ صفيرٙها بِرٙبابتي؟!
:
أمْ أنّٙ ليلى في هواها تمنُّعٌ
تهوى الجنونٙ وتستلذُّ بشِقوتي؟!

أمْ غصنُها المياسُ مالٙ تدلُّلاً
فزعمْتٙ أنّٙ هواها عانقٙ مُهجتي؟!

أمْ أنّٙ أعرافٙ القبيلةِ أنكرتْ
حُبي لها، لمّٙا صدحتُ بِروضتي؟!

********
تباً لليلى والقبائلِ كلِّها
رسموا الجراحٙ على مٙباسمِ فرحتي

حرموا خيالي من تسابيحِ الهوى
حرموك قيساً من قطوفِ الجنةِ

حكموا عليكٙ بأنْ تعيشٙ مُعذّٙباً
حكموا على قلبِ الهيامِ بِطعنةِ

********
ماأشبهٙ العصرٙ الحديثٙ بسالفٍ
الحبُّ فيه كالهشيمِ بغابةِ!!

يخضرُّ قلبُ الحبِّ حتى يٙزهرُ
تأتي العواصفُ تصطليهِ بِهبّٙةِ

ليلى بقلبِ العاشقين مليكةٌ
وفؤادها متقلِّبٌ كالعادةِ

إنْ أغرى وغدٌ بالسبائكِ جِيدٙها
رشقتْ فؤادٙ حبيبِها بالخُدعةِ

ليلى تدورُ على القصورِ تلهُّفاً
ما هزّٙها قلبٌ يٙرفُّ برقّٙةِ

لم تحتملْ فقرٙ الحبيبِ لساعةٍ
فنعيمُها في جنّٙةٍ مزعومةِ

لم تحتملْ أسقامٙه، فتعافُهُ
لعّٙانةٌ، مشهورةٌ بالرّٙغبةِ

********
ياعصرٙها الملعونٙ أنتٙ فضحتٙها
ونزعتٙ أستارٙ الغرامِ بشدّٙةِ!

ياعصرها الملعونٙ هِجتٙ غريزةً
مكبوتةً،فبغنوةٍ وبهِزّٙةِ!

وجعلْتٙ إعلامٙ النجومِ شريعةً
لبناتِنا وشبابِنا، ياحسرتي

مثل السياسةِ في شريعةِ عصرِنا
إعلامُها عُهرٌ وشرُّ بٙليّٙةِ!

تبّٙاً لليلى والقبائلِ كُلِّها
تباً لعصرٍ يبتليكٙ بلوعةِ

********
الحُبُّ ياليلى لذيذٌ طعمُهُ
فرحيقُهُ وقطوفُهُ من جنةِ

ونسيمُهُ ورفيفُهُ للمبتلٙىٰ
صحوٌ وسكْرٌ وانتشاءُ مليكةِ

الحُبُّ دقّٙاتُ الفؤادِ سريعةً
عند التّٙلاقي، فالحديثُ بنظرةِ

الحُبُّ سِرٌّ بين عُشاقِ الهوى
والسرُّ مفضوحٌ بغيرِ إرادةِ

آهاتُ قلبٍ تعتريكٙ مِن الجوى
فتنوحُ كالطيرِ الجريحِ بِربوةِ

الحُبُّ ليلى، مِن مشاتلِهِ المُنىٰ
والأمنياتُ بروضِهِ في نشوةِ

********
تبّٙاً لليلى؛ لا أراها حبيبةً
قد أفسدتْ زهرٙ الهيامِ بِدوحتي
:
شعر د. حسن سراج

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك