صرخة مواطن
الدكتور حافظ موسى

بر الوالدين  أم بر الأبناء ؟

 

 

كثيرة هي المواعظ التي تتحدث عن بر الوالدين ، و كثيرة هي الدروس التي تحكي عن عقوق الأبناء لوالديهم ، و لكن .. أما من موعظة تحكي عن بر الأبناء ، و عن عقوق الوالدين لأبنائهم ؟ .

ربما تستغربون الأمر ، فما اعتاد الأب و الأم أن يقال لهما إنكما عققتمـــا ابنكما قبل أن يعقكمـــــــا ، و أنكما تستحقان أن تعاقبا قبل أن يعاقــب ابنكـما !!! …أيها الأب ، أنت راعٍ و مسئول عن رعيتك ، و أنت أيتها الأم راعيةٌ و مسئــولة عن رعيتـــك ، و أولادكما أمانة ستُسألان عنها يوم القيامة ، أحفظتماها أم ضيعتماها .

فالولد ليس ملكاً لكما ، ليس جزءاً من متاع البيت تتصرفان فيه كما تشاءان ، و إنمـا هــو هبــة مــن الله و وديعة استودعكماها ، فهلا اتقيتما الله فيها ، هلا شكرتما الله على هذه النعمة و أحسنتما التصرف بها.

فبالشكر تدوم النعم ، و شكر الله على نعمة الولد تكون بتربيته والتربية ليست طعاماً و شراباً و لباساً و غيرها من الأمور المادية ، فهذه خدمة تقدم للولـــد.

أما التربية فشيء أسمى و أرقى من هذا ، و هي العناية به من جميع النواحي  الجسدية و العقليـة والروحية والوجدانية ، كل هذا وفق منهج الله .

و أن يغرسوا في أولادهم حب الله و حب رسوله عليه وآله الصلاة والســلام و حب العلم و العلماء ، و حب الأخلاق الحميدة ، و يعودوهم بذل المعروف و الخير للآخرين ، و إغاثة الملهوف ، و التأدب مع الناس ، و لتحرصوا على ألا يصحب أولادُكم إلا الصالحين ، فالقرين بالمقارن يقتدي ، و المرء على دين خليله ، و الأخلاق تعدي.

و يجب ألا نغفل عن نقطة مهمة و هي حسن اختيار الــزوج لأم أولاده ، و حسن اختيار الزوجة كذلك ، فالتربية تبدأ من هنـــا .

بهذا و بحسن الأخذ بالأسبــاب ، و إخلاص النية لله من قبل ، و بحسن التوكل عليه ، ثم بتوفيقه سبحانه ، ننشئ جيلاً صالحاً سوياً جادّاً يَعْمُرُ الكوْنَ وفق منهج واضح و صحيح ، بتوفيق الله، وكما يريد الآباءُ من أولادهم أن يبرّوهم ، فليكونوا هم على مستـوى ذلك الــبر ، و الله الموفق إلى كل خير .

المقال السابق..  90 سؤال وجواب حول برنامج ( تكافل وكرامة) ..بقلم د/ حافظ موسى

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك