“العنف” واثره على الاستقرار والأمن في المجتمع

0
1627

 العنف يؤدى إلى زعزعة الاستقرار سواء بين الأفراد أو المجتمع

يعد العنف من الأمور الطارئة في حياة الأمم والشعوب والتي يؤثر وجود العنف فيها على الاستقرار والأمن في المجتمع.

ولتحقيق تماسك بنيان المجتمع وضمان أمنه، لا بد من السعي إلى القضاء على العنف أو التقليل منه، وبالرغم من أنه لا توجد تعريفات محددة للعنف نظرًا لاختلاف ظروفه ومسبباته، إلا أنه يمكن الإشارة إلى أن العنف يعد سمة من سمات الطبيعة البشرية يظهر حين يكف العقل عن قدرة الإقناع أو الاقتناع فيلجأ إلى الأنا تأكيدًا لذاته ووجوده وقدرته على الإقناع المادي أي استبعاد الآخر الذي لا يقتنع على إرادة الأنا، وإما نهائيًا بإنهاء ذات وجوده .

وقد يعرف بأنه،  الاستخدام العقلي للقوة أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالأشخاص والإتلاف للممتلكات .

ونستنتج من هذين التعريفين أن العنف لا يأتي من خلال التفكير المتعقل، وإنما يأتي بعد أن يتوقف العقل عن التفكير ويرى طريقًا واحدًا فقط لإقناع الآخرين برأيه أو منهجه عن طريق القوة فينتج عن ذلك اختلافات كبرى، وزعزعة للاستقرار سواء بين الأفراد أو المجتمع.

والعنف له صور مختلفة فمنها ما يمكن أن يطلق عليه العنف الفردي والذي يقتصر ضرره على نطاق محدود، وهناك العنف الاقتصادي الذي تعود جذوره إلى أسباب اقتصادية مثل الفقر والبطالة، وأيضًا هناك العنف الاجتماعي الذي يعود لأسباب اجتماعية مثل فقدان أحد الوالدين، أو الشعور بظلم المجتمع، أو الشعور بالرغبة في الانتقام لأسباب اجتماعية.

أخطر صور العنف

أما أخطر صور العنف، وأكثرها تأثيرًا في بنيان المجتمع وتماسكه فهو العنف العقدي، أي الذي يعود لأسباب عقدية، فهو لا يرتبط بمشكلات شخصية ولا اجتماعية ولا اقتصادية. ولكنه يرتبط بالغلو ومجاوزة الحد والتشدد والمبالغة في الأمور الشرعية، قال تعالى محذرًا من الغلو والتشدد في الدين: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}.

كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلو في الدين كما يظهر لنا في أحاديث كثيرة منها حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون” قالها ثلاثًا»  .
قال الإمام النووي رحمه الله: “المتنطعون ” المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم  .
ولا شك أن العنف الذي يأتي نتيجة للغلو في الدين قد ذمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه خروج عن المنهج الوسط الذي اختاره الله لهذه الأمة.

ويمكن أن نتبين ملامح الغلو في الدين من خلال ما يأتي:

1- التشدد في تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما يعارض مقاصد الشريعة.
2- التكلف في التعمق في معاني القرآن الكريم.
3- أن يلزم الشخص نفسه بما لم يوجبه الله عليه كما فعل بنو إسرائيل.
4- أن يحِّرم الشخص على نفسه أمورًا لم يحرمها الله على الناس.
5- أن يترك الأمور الضرورية كالأكل والشرب والزواج والنوم.
6- الغلو في الموقف من الآخرين مدحًا أو ذمًا.
7- ترك الحلال وتحريمه على النفس ظنًا أنه من التدين

كما أن للتطرف والغلو مظاهر وعلامات يأتي في مقدمتها:
التعصب للرأي، والتمحور حول الشخصيات والأحزاب والجماعات، والتقليد الأعمى، وسوابق الأفكار والانطواء والتقوقع والنقص العلمي وعدم الاتزان الفكري والتجرؤ على الفتوى، والطعن في العلماء والتشنيع على المخالف، والجلافة والغلظة والشدة والفهم الخاطئ للإسلام، والتزام التشديد دائمًا .

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك