التفكك الأسري قاتل للطفولة.. بقلم د/ حافظ موسى

0
0

التفكك الأسري 

 

 التفكك الأسرى من أخطر الأمراض الاجتماعية التي تعصف بالمجتمع وتؤثر في تنميته وتحقيق أهدافه بل قد يؤدي إلى تفكيك المجتمع وهلاكه.

حيث تنشأ لدى الطفل صراعات داخلية نتيجة لانهيار الحياة الأسرية فيحمل هذا الطفل دوافع عدوانية تجاه الأبوين وباقي أفراد المجتمع.

 

 في كثير من الحالات ينتقل الطفل من مقر الأسرة المتفككة ليعيش غريبا مع أبيه أو أمه فيواجه بذلك صعوبات كبيرة في التكيف مع زوج الأم أو زوجة الأب، وقد يقوم الطفل بعقد عدّة مقارنات بين والديه وبين الوالدين الجدد ممّا يجعله في حالة اضطراب نفسي مستمر.

 

 ويتحتم على الطفل وفقا لهذا الوضع الجديد أن يتكيف مع بيئات منزلية مختلفة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والمستوى الثقافي ممّا يؤثر على شخصية الطفل بدرجة كبيرة فيخلق منها شخصية مهزوزة غير مستقرة ومتأرجحة، ويتحمل الطفل كالآباء تماما عبء التفكير الدائم في مشكلة الانفصال يعقد الطفل مقارنات مستمّرة بين أسرته المتفككة والحياة الأسرية التي يعيشها كباقي الأطفال ممّا يوّلد لديه الشعور بالإحباط، أو قد يكسبه اتجاها عدوانيا تجاه الجميع وبالأخص أطفال الأسر السليمة.

 

 ويتعرض الطفل للاضطراب والقلق نتيجة عدم إدراكه للأهداف الكامنة وراء الصراع بين الوالدين أو أسباب محاولة استخدامه من قبل الوالدين في شن الهجوم على بعضها البعض واستخدامه كأداة لتحقيق النصر على الطرف الآخر.

 

 ويؤدي هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة إلى اضطراب النمو الانفعالي والعقلي للطفل فيبرز للمجتمع فرد بشخصية مهزوزة يعود بالضرر على المجتمع بأكمله، وخيبة أمل الطفل في مصدر السلطة وهو الأب ومظهر العطف وهي الأم.

 

 وهذا يعرضه وخاصة في فترة المراهقة إلى حالات خطيرة من الانحلال الخلقي بسبب اهتزاز المثل العليا والقيم الأخلاقية في محيط أسرته يتولد لدى الطفل شعور بالقلق والحيرة والحرمان من جراء الضغوط في الأسرة ويتعذر عليه إقامة علاقة عاطفية مع والديه وبالتالي يتعذر عليه إقامة علاقات اجتماعية مع الغير من أفراد المجتمع.

كتبه / د حافظ موسى

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك