طلعت مصطفى العواد

أصبحت مغالاة الأطباء فى أسعار كشفهم والأشياء الطبية الأخرى معولا وفأسا يقسم ظهر المرضى والفقراء بل أحيانا يعجز الأغنياء عن مجاراة جشعهم.

وأحيانا كثيرة يستسلم المريض لوجعه الصارخ ويصبر مجبرا على ألمه ولا يذهب للطبيب حتى يأتى أمر الله ، وقد جرح قلبى وآلمنى عندما سمعت أن طبيب كبد بالمنصورة سعر كشفة ألف وخمسمائة جنيها وعند الإعادة تدفع خمسمائة جنيها هذه بخلاف التحاليل والأشعة بآلاف الجنبهات. 

وسمعت أنه إذا اردت عرض نتيجة تحليل تدفع مائة جنيها مقابل ذلك ، هذا بالإضافة إلى طبيب عيون آخر ادعى مريض أنه كشف عنده وثمن الكشف تقريبا مائتى جنيها مقابل تقرير طبى يسلمه لجهة عمله ، وعند تسليمه اكتشفوا أن التاريخ غير واضح وطلبوا توضيحه ، عاد المريض مرة أخرى للطبيب كى يكتب التاريخ واضحا ، فطلب الطبيب مرة أخرى ثمن الكشف مائتى جنيها تقريبا كى يوضح التاريخ. 

على النقيض من ذلك هناك أطباء رحمهم الله نذكرهم بكل خير مثال لذلك الطبيب الجراح عزت الخولانى رحمة الله عندما كان يعمل فى مستشفى دمياط العام تعرض مريض فقير طاعن فى السن من مدينة السرو إلى عملية انسداد معوى وتقرر جراحة عاجلة لإنقاذ حياته ، وتطلب لذلك ضرورة وجود كبس دم له ، والوقت لا يسمح لرحلة البحث عن متبرع والحصول على كيس وذلك مرهق جدا نفسيا وغير ذلك ، فما كان من الدكتور عزت الخولانى إلى أن أسرع وتبرع بالدم لهذا المريض وأجرى العملية بنفسه له ، وما زال المريض على قيد الحياة ، ولم نذكر هذه الحكاية لأحد إلا الآن ، وبالتأكيد هناك أطباء ذو رحمة وإنسانية ، لكن هناك الغالبية اتجهت إلى قسوة القلب والمتاجرة الآثمة بوجع المريض دون رحمة أو شفقة ونهش ماله بجشع شديد ، والناس تئن من ذلك وتزداد هما ووجعا من شدة جشع الأطباء ، لذلك نطالب لوضع حد لهذا الجشع والتدخل الفورى لوضع معايير وقوانين لذلك كى نرحم الفقراء ، كما يتطلب ضرورة مشاركة كبار الأطباء فى الكشف يسعر اقتصادي يوما فى الاسبوع على الأقل فى المستشفيات المركزية فترة مسائية أو صباحية ليقوموا بواجبهم نحو وطنهم ، الرحمة الرحمة يا أطباء ارحموا الفقراء كيف لفقير كل دخله معاش تكافل وكرامة أو موظف على المعاش يتقاضى مبلغ بسيط من أين له يأتى بثمن كشف يلتهم نصف معاشه ، أيها الأطباء كونوا كما كنتم ملائكة رحمة لا ملائكة عذاب 

طلعت مصطفى العواد

مدينة السرو دمياط

ذات صلة: الجديد فى الدروس الخصوصية.. بقلم/طلعت العواد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك