طلعت مصطفى العواد

فن المستريح فى النصب بشكل مريح

 انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة_ المستريح _ فى مدينة صغيرة يلتقط سمعك أخبار متفاوتة عن مستريح هنا وهناك.

فى كل حارة من مدينتي رائحة نشمها عن قساوة قلب واجرام مستتر وظلم مر تجرعته عائلات كثيرة من المستريح . ومن المؤسف أن المسيطر على قائمة النصب شباب سنهم قبل الثلاثين .

إنهم يديرون شبكة نصب بحرفية بالغة ومن أدواتهم استغلال الدين وعباءة التدين وطيب اللسان وحلاوته.

شاب من هؤلاء جند إماما يعتلى المنابر كى يصطاد الضحايا ويسلمهم إليه وعند المواجهة مع الشيخ يقول : كنت لا أعرف أنه نصاب .وفى أول شهر يدفع ربحا يغرى الضحية وفى الشهر الثانى يقل شيئا ما .

فى الشهر الثالث يوقف الربح ويتعلل بالحجج المقنعة برداء من الود والعاطفة وعندما يثور الشك داخلك وتطلب مالك  من رابع المستحيلات أن يفتح لك بابا كى تحصل على نقودك.

إنتظر سندفع لك

واذا وصلت إلى كبيرهم يقول لك: إنتظر سندفع لك على أقساط شهرية كل شهر ألف جنيه أى تمكث سنوات كى تصل إلى نقودك .

ومن مجالات النصب الشهيرة  العقارات وبيع الأراضى، تجارة الأدوات المنزلية، تجارة الفضة والمجوهرات .تجارة المواد الغذائية .

وكم من شباب حصلوا على عشرات الملايين وهربوا إلى دول مختلفة، ومن نوادر المستريح. فى خطبة لصلاة العيد أمسك تليفونه المحمول وقام بتصوير الخطبة وقال الشيخ بعد الخطبة أنا قمت بتصويرك بهاتفى الذى ثمنه ثلاثون ألف .

وبالتأكيد الفيديو سيكون جميلا يا شيخ أنظر  هل ترى جمالا مثل هذا ؟ أنظر إلى جمال سيارتى البخاخة. ألا تعرفنى أنا فلان تاجر المواد الغذائية
بالجملة عملى مريح .

هل تحب أن تكسب معى؟ اقتنع الشيخ بكلامه فاعطاه كل ما يملكه ستون ألف، وبعد فترة احتاج الشيخ نقودا مصاريف ميلادة زوجته .

طبعا أخذها الغراب وطار واخذ معها ملايين أخرى . وآخر كان دائما يعلو صوته بالآذان ويقوم بامامة الناس بمسجد بجوار منزله . حلو اللسان يوهمك بطيبة قلبه وحلو لسانه. وفى النهاية تكتشفت أن له ضحايا .

وبالطبع اللعنات تصب على الوالدين منهم من باع بيته كى يسد حزءا لضحايا النصب ومنهم من مات بالسكتة القلبية .

ومنهم من سار يتسول يسأل الناس . أما الضحايا أمراضا نفسية امتلكتهم، ومنهم من اتجه إلى الإدمان وآخر سقط مغشيا عليه مفارقا الحياه رغم أنه قريب جدا من النصاب ولا نملك الا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل. 

ذات صلة “موشح مرشح.. بقلم طلعت العواد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك