قد أوجعتني بالمَلامِ حَبيبتي
قالت: هجرتَ وبعتني لِسُهادي
وأطلتَ ليلي، والظنونُ تَؤزُّني
وأبحتَ دمعي مِن جوى وبعادِ
وجعلتَ صُبحي ماتنفَّسَ عن َسنا
فغدوتُ أبحثُ عن هُدى ورشادِ
كلُّ. الوجودِ رأيتُه مُتنمِّراً
يهوى الجمالَ، وراعَني حُسَّادي
هذا الجمالُ – وقد رأيتَ رفيفَه –
بين الخمائلِ في ثيابِ حِدادِ
فحفظتُهُ عُمراً على أملِ اللقا
حتى يئستُ ولامَني عُوَّادي
وكرهتُ نفسي إذ تَقوَّلَ حاقدٌ
فوهبتُه – كَرهاً – لأولِ صادِ
أيناك قُل لي ياحبيبُ : فلم أزل
أحيا على ذكرى تهزُّ فؤادي
فغدوتُ أبحثُ عن هُدى ورشادِ
يهوى الجمالَ، وراعَني حُسَّادي
بين الخمائلِ في ثيابِ حِدادِ
حتى يئستُ ولامَني عُوَّادي
فوهبتُه – كَرهاً – لأولِ صادِ
أحيا على ذكرى تهزُّ فؤادي
أحبيبتي، حرفُ الملامةِ قاتلي
تهتزُّ منه جوارحي ومِدادي !
هل كان ذنبي إذ تَباعدَ دربُنا
والبينُ شيطانٌ من الحُقَّادِ ؟
هل كان ذنبي إذ حُرِمتُ من الهوى
وبأيِّ ذنبٍ أكتوي ببعادِ ؟
ما كان ذنبي إذ تركتُكِ غادتي
وحَرمتُ قلبي لذَّةَ الإسعادِ!!
هل كنتُ أنسى إذ شربتُ مِن الندى
وضممتُ غصناً، وانتشى بِودادي ؟
ماكنتُ أنسى ليلةً عطريةً
قطفَ الهوى ورداً بغيرِ حصادِ !!
ماكنتُ أنسى، إذ ملأنا قلبَنا
أملاً يُرفرفُ فوق زهرِ الوادي !!
ماكنتُ أنسى، والليالي أسلمتْ
فيها النجومُ، وأصبحتْ قُصَّادي !!