إن نعيم القبر هو النعيم الذي يجازي الله سبحانه وتعالى به عباده المؤمنين ، في القبر من لحظة وفاتهم إلى قيام الساعة والتي تسمى بحياة البرزخ ما بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة.

وبعيدا عن ما تعودت أسماعنا عليه منذ الصغر عن عذاب القبر والثعبان الأقرع وغير هذه المخاوف التى سمعناها ، دعونا نتحدث عن رحمة الله سبحانه وتعالى بعيدا عن التهديد والوعيد ولنتكلم عن نعيم القبر ورحمة الله بعباده فى هذه الحياة البرزخية التى لا يعلم  عن حقيقتها رغم اجتهاد المجتهدين من أهل العلم ، سوى العليم الخبير .

الأدلة من القرآن الكريم 

قال تعالى :

 1-(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )

2- (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ  وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ  وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ  فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ  تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ  فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ  )

3- ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ).

الأدلة من االسنة النبوية

  • عن أبي هريرة قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال له نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك … ).

  • وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره : ( ينادي منادٍ من السماء : أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة ، قال: فيأتيه من رَوحها وطِيبها ، ويفسحُ له في قبره مدَّ بصره ).

وثبت في السنة النبوية صفات نعيم القبرمنها :

  1. يفرش له من فراش الجنة.

  2. يلبس من لباس الجنة.

  3. ويفتح له باب إلي الجنة ، ليأتيه من نسيمها ويشم من طيبها وتقر عينه بما يرى فيها من النعيم.

  4. ويفسح له في قبره.

  5. ويبشر برضوان الله وجنته . ولذلك يشتاق إلى قيام الساعة.

  6. يسر المتنعم برؤيته لمقعده في النار الذي أبدله الله بمقعده في الجنة.

  7. ينام نومة العروس.

  8. ينور له في قبره مد بصره.

 

إن الحياة البرزخية تختلف اختلافاً كلياً عن الحياة الدنيوية وعن الحياة الأخروية ،فكل له صفات ومقومات تتميز في شيء يسمو على الأخر ففي الحياة البرزخية تسمو النفس على كل من الجسد والروح.

ومع كل ما ذكر  عن حياة البرزخ، تبقى هنالك الكثير من الحقائق التي لا يعلمها إلا الله ولا يدركها إلا الميت نفسه، وعلى العبد المسلم الإيمان والتسليم بمقتضيات الموت وان يعلم انه ملاقي ربه في يوم من الأيام.

 

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك