ليس من رأى كمن سمع

ليس من رأى كمن سمع.. هذا بالضبط ما انتهيت اليه بعد دخولي مكتب هيئة التنمية الصناعية بدمياط الجديدة، كثيرا ..

ما نسمع بكلمات ومصطلحات “قوة الإرادة ..المهنية .. الإخلاص ..الانضباط في العمل ،نسمعها بآذاننا فقط ، وغالبا مانرى بعضها بأعيننا

أو جزء منها، ولكنني اعتبر نفسي محظوظ فقد سمعت هذه الكلمات ورأيتها رأي العين مجتمعة جميعها .. هذه الصورة الجميلة،

 لا تتوقعها فى اللحظات الأولى عند دخولك المكتب الذى يخدم محافظتى دمياط وكفرالشيخ  من خلال بضع درجات مدخل مختلف تماما

عن باقى الوحدات يؤدى الى شقة صغيرة بمنافعها ، تبدأ بصاله صغيرة ، يجلس فيها بعض المترددين على المكان ،

ومشاية صغيرة بطول ٤متر وبعرض متر تقريبا ، على اليمين حجرتين احداهما للملفات والأخرى يجلس بها موظف ، وعلى اليسار غرفة مدير المكتب المفتوح دائما ..

لا يوجد به سوى كرسى واحد.. لافتة  م. آمال علوش مدير مكتب هيئة التنمية الصناعية تعلو المكتب، وعدد من أصحاب المصالح محامين أصحاب طلبات أو شركات .

الغريب أن المهندسة آمال تتعامل مع الموجودين بالمكتب في وقت واحد ، لديها القدرة علي التعامل وسماع أكثر من شخص فى نفس الوقت وترد على كل سؤال .. ولا تتردد فى الرد على التليفون.  وتكتب على الواتس للعملاء.. اه وشغالة على اللاب تستعلم عن طلبات بعض الواقفين ..وتقف بنفسها  تصور ورق من  خلال ماكينة طباعة على يمينها .

ليس من رأى كمن سمع

انتظرت طويلا .. عاوز اسلم ورق وامشى سألتها مباشرة بصوت..مفيش هنا الا انت ياباشمهندسة  .. عاوز اسلم ملف خاص بسجل صناعى ، ابتسمت مفيش حد الا أنا !! .. ليس أمامى سوى الانتظار ..فجأة انقطع التيار الكهربي ..طبعا هى شغالة عادى .. سألتها ماكينة البصمة دى علشانك لوحدك ..أومأت برأسها مع ابتسامه كالعادة

لامجال للاعتراض .. فالمهندسة المديرة  لا تتوقف عن العمل ..والرد.. وتسليم رخص وأوراق لبعض المترددين من الواقفين ..  واللى ينتهى طلبه يخرج ..الهدوء يسكن المكتب ..الكل فى حالة انتظار ومتابعة .. أصبحت الساعة الواحدة ظهرا والعمل مستمر ، المهندسة تفتح الدرج تسحب رغيف عيش وطبق بطاطس محمره وتجهز ساندوتش ..تبدأ فى الأكل.. دقائق للمعدة حتى استطيع مواصلة اليوم حتى الثالثة ، خرج المترددين من المكتب تركوها تقتات ، كنت محظوظا ظللت جالسا بالمكتب على الكرسى اليتيم وهى تتناول طعامها.

 

استأذنت المهندسة آمال الأستاذ أحمد الموجود بالمكتب بالبريد أن يذهب إلى مكتب البريد لإحضار البوسته بعدما أعلنت تضررى – وهى تتناول الطعام – من تأخير خطاب السكرتير العام إلذى تم تصديره بالبريد منذ اسبوعين .

ما يهمنا هنا هو العرض الموضوعي الحقيقى الذي ينقل الصورة كما هى بدون تجميل أو تزيين وتنطبق عليه المقولة الخالدة «من رأى ليس كمن سمع ».

مديرة المكتب مابين أعمالها الادارية ومأموريتها المختلفة مابين معاينات لمواقع يراد ترخيصها وترددها على ديوان عام  المحافظة، لم تكن تسير هباء، فهى تستغل كل تحركاتها لإنجاز مهام المترددين على المكتب، فقد رفضت تسليمى خطاب السكرتير العام لتوصيله للمحافظة باليد لانجاز مصلحتى واختصارا للوقت .. لتحمل هي خطابات مكتبها الموجهة إلى سكرتير عام محافظة دمياط، إذا ماتأخر «عم سعد» عامل البوسته، وتقوم بتسليمها لمكتب السكرتير العام وبالمقابل تتسلم بوستة المحافظة الخاصة بمكتب هيئة التنمية الصناعية .

 مدير مكتب هيئة التنمية الصناعية المهندسة ” أمال علوش ” لم تكن كذلك فقط ، فهى قيادة ناجحة تجمع بين أكثر من مهارة سواء المهارات الفنية أو الإدارية أو الشخصية.. يلاحظها كل من يتردد على المكان ويتعامل معها ، تكتمل بناء الصورة الذهنية الجميلة التى تلمسها دائماً في الانطباع الأول ، خصوصاً عند التعامل مباشرة مع الآخرين من المسئولين في كافة الأجهزة الحكومية .. أتمنى أن تزرع الابتسامة في وجوه جميع العاملين، وإحسان التعامل بالكلمة الطيبة، والبشاشة، حتى وإن تصرف المواطن بالسلب بوعى ، أو عن جهل.

ولامانع من إجراء فحوصات لبعض القيادات ممن يفتقدون فن التعامل الإنساني مع الآخرين، نتيجة وجود اضطرابات نفسية لديهم أوجدت فيهم سلوكيات مرفوضة عرفا وقانونا مما أثر على بيئة العمل في العديد من المصالح . 

ذات صلةهيئة التنمية الصناعية بدمياط الجديدة تتغلب على روتين التراخيص

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك