صرخة مواطن
الدكتور حافظ موسى

قطار العمر 

 

يمضي قطار العمر دون توقف، ويمر على محطات الحياة واحدة تلو أخرى، بعضنا يغادر الحياة مبكرا، وآخر يلزم مقعده في القطار بصمت متأملا الحياة من نافذة الأمل متفائلا.

وآخر يحاول أن يتفاعل مع الحياة وأن يجعل لرحلته هدفا وغاية، وآخر ينتظر بشوق المحطة القادمة، وآخر يحاول بجهد أن يوقف القطار.

وفي كل محطة تعبر رحلتها وجوه عابرة وتجارب جديدة تحمل أحلاما ترافقنا، وقد نقف بمحطات تأتي بلا موعد وبلا سابق إنذار، قد يطول البقاء أو يقصر، ولكننا وبطبيعتنا البشرية نبحث دائما عن المخرج.

وقد نقف بمحطة نعبر من أمامها ونصادف موقفا عابرا، وفجأة لم تعد الشخص الذي خرج من ذلك الباب، ربما سوء قرار لموقف عابر ما… ولكن حتما ستكون كل المتاعب ماضيا يدفعك، وقوة تضيف لك.

ويظل قطار العمر محطات نتوقف فيها بين فترات لكي نغير اتجاه قطار أو مواصلة الرحلة… وفي كل محطة ستصادف أشخاصا بعضهم سيبقى وبعضهم الآخر سيتوقف عند محطة ما… لم أندم على أنني غيرت مساري أولا، ولم أندم على أنني توقفت عن استمراريتي في بعض المحطات حتى ولو كانت الوجهة تمثل لي شيئا عظيما ذات يوم.

لأنني سوف أعبر محطات جديدة ومهما فعلنا ستستمر الحياة…لقد كانت هنالك رحلة، والآن أصفها بـ «أجمل الرحلات» وأولى محطات النجاح أيام الدراسة، كنت أعيش كل يوم تحت أي ظرف كان، كنا رغم كل اختلافاتنا بمكان واحد، جمع داخله الكثير من الحكايات التي تحمل في عمقها دروسا ستظل فينا للأبد، ويظل ذلك المكان يؤوي ذكريات لا تنسى…والأجمل دائما بأن الحلم يظل محطة نريد الوصول إليها ولا نعلم ما الذي يدور لاحقا، ولكن كل ما أعرفه هو أن الحياة محطات أمل أستطيع التوقف في طرقاتها كلما صعبت علي الحياة لأستريح قليلا، وبين حين وآخر أذهب إلى ذاتي حيث تركت نفسي عند آخر محطة لأجدد رغبتي في العيش ، وعندما أمر بصعاب أحاول خلق السعادة وأحاول الوصول إلى هدفي …وفي كل محطة أبعث الآمال لقلبي وأنتظر القطار، وسأمضي إلى ذلك القطار الذي لا أعلم إلى أين سيقودني، وسأبني دوما في كل محطة عبرتها أملا عظيما لي.

ذات صلة ٠:قطارالعودة.. بقلم د/حافظ موسى

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك