صرخة مواطن
الدكتور حافظ موسى

 

قطار العودة كان سريعا من وجهة نظر البعض لانهم تعودوا عليه او ربما ركبوه كثيرا وتعودوا علي بطؤه وضجيجه… أما انا ركبته وأنا متيقنا بما يدور فيه وحوله ناظرا من نافذته كأن الطرق والزروع ومن يمر عليه… يمشي وبسرعة 

ونسيت أنا الا راكب وثابت وان القطار هو الذي يسير …رحلة قصيرة في الوقت والزمان … لكنها ابدت طويلة بعد تفكر وتمعن بابداء قرار الصداقة المتميزة برونقها الجميل والاخوة البدائية في موقعها علي انها تستمر حتي في خلال الرحلة… وان كانت الرحلة ابدت شعورا صادقا بنظرة اعجاب… لا اراديه بل قدرية… حين ذهبت نظرة العين او عادت… بثقافة حديث وحوار بلا رؤية جسديه لكنها في مخيلته بجوار النافذة… وسمع صوتا بنبرة جميلة كانه تغاريد العصافير والبلابل في الصباح… وكان آملا وطامحا… في توطيد العلاقة دون ان يدري مانوعها… دون أفصاح… الا بكلام والفاظ بايحاء للشعور الغير مستقر في اجواء النفس والقلب… فكانت له كالملاذ الآمن يفضي اليها مابداخله بكل اطمئتان… طامحا رؤيتها عبر أي موعد ووسيلة في زمن العلم والتطور والتكنولوجيا.. وافضاء مابداخلهم عطشا وظمأ بكلمات الحب ورومانسات كل العصور … الا وأتت المفاجأة بتوقف القطار في محطة لم نتوقع الوقوف فيها… بعد ان ابدت شحوبها وعدم رضاها… علي سرعة القطار وماحدث فيه من اعترافات وتعبيرات … بلا ارداة أو ترتيب مع انه… لم يتطرق لقلبها… او القاء كلمة الحب علي سمعها …وان كادت… متقبله… في البداية ومستمتعه بالحديث والاطرء والثناء فلست ادري… هل السرعة فقط هي الدهشة والتعجب لسرعة القطار.

أم كان لابد ان نركب القطار… مرات ونعدي علي كل المحطات 

فان كان ذلك كذلك… فنحن نتصنع ونرتب بدهاء للوصول… الي غاية ..ووقتها ان كان الترتيب… اوصلك. للغاية… فانت اول من تغادر القطار وحققت الهدف.. اما الصدفة البحتة والشعور اللا ارادي… هما الصدق والاخلاص في المشاعر.

وقريبا ليس ببعيد… سنغادر القطار… ونعود… بعد مابدأنا… فكانت اسرع رحلة ذهاب وعودة… بلا فايدة أو غاية… لكن اخذت في طياتها… جرح وألم وصدام… فقريبا… سننهي كل مايذكرنا بقطار السرعة… وربما نعوض عنه… بقطار الذهاب الآمن بتذكرة عالية الجودة بمقعد واحد. وباستراحة جميلة.

ذات صلة: مصر و الوحدة الوطنية .. بقلم د/ حافظ موسى

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك