الأهالى : الزيارات تكررت والوعود تبخرت والمعاناة مستمرة
كتب – محمود البشبيشى :
منذ شهور قليلة شهدت قرية سيف الدين ، التابعة لمركز ومدينة الزرقا ، زيارة رسمية للدكتور إسماعيل طه محافظ دمياط السابق ، واستبشر الأهالي بزيارة المحافظ خيرا ، علي أمل أن يحسم وجوده عدد من المشاكل المزمنة التى تعانى منها القرية ، وعلى رأسها مشروع الصرف الصحى المتعثر ، الذى يقترب عمر فشله من ربع قرن .
إلا أن طه ذهب كما جاء ، ولم تستفد سيف الدين من زيارته شيئا ، بينما استفاد هو بمجموعة من الصور التى تثبت زيارته للقرية ، وتؤكد مروره منها . وعلى العكس استفحلت مشاكل القرية ، كأن المحافظ جاء ليزيد آلامها ومتاعبها فى الوقت الذى اعتقد فيه الأهالى أنه الجراح الذى سيأتى على يديه الشفاء .
ومنذ أيام قليلة فاجأت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط الحالى القرية لمتابعة سير العمل بها والتأكد من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين . وطبقا لبيان الصفحة الرسمية للمحافظة ” تبين تواجد عدد كبير من قرارات الإزالة الخاصة بحالات التعدى على الأراضى الزراعية، وكذلك المبانى غير المرخصة والواقعة خارج الحيز العمرانى منذ عام 2015 ولم يتم تنفيذها حتى الآن ” .
وقررت عوض إحالة رئيس الوحدة المحلية بالقرية للتحقيق لتراخيه في تنفيذ قرارات الإزالة باعتبارها من المخالفات الجسيمة ، ثم استبعاده مؤخرا .
وتفقدت مركز طب الأسرة بالقرية ” للاطمئنان على مستوى الخدمات الطبية والعلاجية ومتابعة أعمال المبادرة الرئاسية “100 مليون صحة” للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية ، وقامت بمتابعة دفاتر الحضور والانصراف الخاصة بالأطباء والعاملين حيث تبين عدم تواجد 2 من فنى الأشعة ” .
واستمعت إلى شكاوى المرضى ، الذين أكدوا عدم تشغيل جهاز الأشعة على الرغم من افتتاح القسم منذ عدة أشهر، وكذلك وجود عجز فى الأطباء بالمركز ، وقامت بإحالة مديرة المركز للتحقيق فى الشئون القانونية بالمحافظة لتقصيرها فى عملها ، وشددت عليها بضرورة تواجدها بمقر عملها والتأكد من تقديم أفضل الخدمات الطبية لأبناء القرية والتيسير عليهم في استخراج شهادات الميلاد والوفاة .
وتعانى سيف الدين ، القرية التى يبلغ عدد سكانها 38 ألف نسمة ، منذ سنوات طويلة من غياب الصرف الصحى ، الأمر الذى يؤدى لغرق الشوارع بمياه الصرف وتحولها إلى مصدر للأوبئة والأمراض . ويزداد الوضح سوءا خلال فصل الشتاء مع تراكم مياه الأمطار مما يجعل الحركة والحياة بشوارع القرية شبه مستحيلة .
كما تعانى سيف الدين من تدنى مستوى الخدمات مثل مياه الشرب التى تنقطع بصورة دورية لساعات طويلة ، وكذلك الكهرباء التى تنقطع لساعات طويلة أيضا ليغرق سكان القرية فى الظلام .
كما أن القرية بها مدارس ضمن خطة الأبنية التعليمية لم يتم الانتهاء منها منذ 6 سنوات ، كما تم التبرع بقطعتي أرض لإنشاء مدرسة تجريبية ومعهد أزهرى وتم الحصول على موافقة وزارة الزراعة على إنشائهما وحتى الآن لم يتم التنفيذ .
ورغم مناشدات الأهالى المستمرة للمحافظين السابقين والمسئولين بالعمل على رفع تلك المعاناة وحل تلك المشاكل ، إلا أن أصواتهم واستغاثاتهم طارت فى الفضاء ، فلا أحد يسمع ويجيب من المسئولين بقدر اهتمامهم بالصور والتقارير التى تؤكد أن ” كله تمام .”
ويتطلع الأهالى إلى جهود الدكتورة منال عوض المحافظ الحالى لترك أى بصمة داخل القرية ، والعمل على حل مشاكلها ، أو جزء منها على الأقل .. فهل تنجح ” منال ” فى إصلاح ما أفسده ” طه ” والمحافظين السابقين بسيف الدين ؟!