قصار القامة وفرحتهم بالقانون الجديد

قصار القامة يحتفلون بضمهم فى قانون الإعاقة الجديد

الأقزام أو قصار القامة لا تتعدى أطوالهم المتر الواحد يعيشون في عالم ضخم كبير.. وآخرون معاقون من ذوي القدرات الخاصة، جميعهم شركاء في المجتمع أثبتوا نبوغهم وتحديهم منذ القرون الأولى وحتى العصر الحديث .

لكنهم ظلوا فرائس للتهميش والانعزال عن مجتمع لم يراع بنيتهم ولا ظروفهم حتى خرج قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، بإقرار قانون المعاقين واعتبار الأقزام ضمن تلك الفئة لهم نفس الحقوق التي التزم بها الدستور.

يقول عصام شحاتة، أحد الأقزام ومؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الأقزام بالإسكندرية، إن إقرار قانون المعاقيين من قبل الرئيس السيسي أمس، ونشره في الصحيفة الرسمية، بمثابة “قبلة الحياة” لذوي الاحتياجات الخاصة بما طرأ عليه من تعديلات تخدم المعاق أكثر.

ومع الفرحة العارمة التي تملكت صوت “شحاته” بإقرار القانون، إلا أن فرحته لم تكتمل بعد حيث يقول.. للأسف القانون سيظل موقوف العمل به لحين الانتهاء من اللائحة التنفيذية الخاصة به، لذا نتمنى سرعة الانتهاء من العمل بها وخروج القانون للنور سريعا.

ويلقي مؤسس جمعية الأقزام عتابه على بعض أجهزة الدولة.. أتمنى نيابة عن 100 ألف قزم موجود بمصر، أن يتم تمثيلنا في الاجتماعات الرسمية والمؤتمرات المحلية والدولية باعتبارنا ضمن المعاقين رسميا بصدور القانون وإقراره من الرئيس، لأننا نعاني من تهميش كبير في هذا الصدد ولا تتم دعوتنا لأي محفل في حين يتواجد ممثلين عن المعاقين.

“نحن نفاجأ بوجود المعاقين في كل لقاء شعبي أو شبابي يعقده الرئيس”.. حسب شحاته الذي يلفت إلى أن ذلك يؤثر سلبا على نفسية الأقزام الذين لم يجمعهم حتى الآن أي لقاء بالرئيس السيسي.

السبت المقبل في تمام الثانية ظهرا، يجتمع ما يقرب من 100 قزم ومعاق في احتفالية كبيرة نظمتها جمعية الأقزام بالتحالف مع جمعية الأقارب للمعاقين، وذلك بنادي 6 أكتوبر التابع للقوات المسلحة بالإسكندرية، احتفاء بإقرار القانون والانتصار لفئة لطالما عاشت مهمشة في الظل.

هند الأباصيري، رئيس جمعية الأقارب للمعاقين، وأحد المنظمين للاحتفالية، تؤكد أن فرحة الأقزام والمعاقين لا توصف وأنها ستكتمل ببدء تطبيق القانون الذي يعد بارقة أمل لكل معاق، ولكنها تخشى تأخر صدور اللائحة التنفيذية.
كما تشير “الأباصيري” إلى أن متطلبات القزم أو المعاق بسيطة ومشروعة ليتمكن من ممارسة حياته بشكل لا يجهده ويضيف عبء تنفسي عليه، لأن تراخي بعض المؤسسات وعدم احترام البعض الآخر للقوانين هو ما يقف حائلا.

“مدارس الدمج” التي فتحت أبوبها للمعاقين والأقزام، لم تحقق أهدافها على الجانب التعليمي، لوجود تلك الفئة بين طلبة وأطفال أصحاء وهو ما يشكل تدمير نفسي لهم ويجعلهم يتسربوا من التعليم لشعورهم بالعجز والنقص”- ما أكدته الأباصيري التي طالبت بعمل نظام الفصل الواحد الذي يجمع ذوي الاحتياجات الخاصة فقط على أن يتم التعامل معهم بشكل مختلف يناسب قدراتهم.

نشكر الرئيس السيسي على اهتمامه وإقراره للقانون وجعل عام 2018 عام المعاق

وتضيف.. نشكر الرئيس السيسي على اهتمامه وإقراره للقانون وجعل عام 2018 عام المعاق، كما نأمل في التزام كافة أجهزة الدولة بتطبيق القانون ومعاقبة كل من يتخاذل أو يتهاون في تنفيذ ما جاء بمواده بعد إقرار اللائحة التنفيذية، وإلا سيصبح مجرد حبر على ورق.

الثلاثيني محمود، الذي يعد أحد الأقزام، تمنى لو تضمن القانون الجديد أحقية المعاق والقزم في الحصول على مسكن مناسب يتوافق مع قصر قامته ويعرب عن أسفه من أن إسكان المدن الجديدة بعيد جدا وأنهم يجدون صعوبة بالغة في المواصلات العامة ويتعرضون للدهس فضلا عن أن الأبنية صممت بما لا يراعي بنيتهم الصغيرة لذا يطالب بتصميم وحدات وعقارات تناسب قصار القامة.

علماء وعباقرة وأبطال رياضيون رفعوا اسم مصر عاليا على مدى التاريخ، يستحقون حياة أفضل في ظل ظروف مواتية تراعي احتياجاتهم وبنيتهم، فهل سينتصر لهم القانون الجديد الذي أقره الرئيس السيسي وكفله الدستور، أم ستظل مواده حبيسة الأدراج

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك