د. حافظ موسى

عام هجرى سعيد  

العام الهجري يشهد قدر من الاحتفاء والاحتفال في كل عام يضاف إلى تاريخ الهجرة الإسلامية الشريفة وبالفعل هي أعظم هجرة شهدها التاريخ ولا سيما أنها قد تمت في سبيل الإيمان بقضية مصيرية لا يستهان بها وهي قضية التوحيد ونشر الإيمان على الأرض ولقد تجسدت في تلك الهجرة أهم المعاني السامية التي قدمها رسولنا الكريم والصحابة والمسلمين الأوائل من أجل أن تصل إلينا الدعوة الإسلامية.

و تمثل بداية السنة الهجرية ذكرى هامة للمسلمين عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وما قدّموا من تضحيات، في سبيل إقامة دعوة الإسلام، وتبليغها للناس جميعًا، وفي هذا اليوم يستقبل المسلمون عامًا جديدًا تتجدد فيه المواسم والمناسبات الدينية، ولهذا اليوم أيضا عند المسلمين رمزية؛ حيث إن وجود تأريخ خاص بهم يعد منجزًا حضاريًا يعتزون به كباقي الأمم.

ولا شكّ أنّ التاريخ الهجري مهم في حياة المسلمين، فهو مرتبط بعباداتهم ومناسباتهم الدينية؛ من صيام شهر رمضان، وست من شوال، ويوم عرفة وعاشوراء، ومرتبط بشعيرة الحج لبيت الله الحرام، لاعتماده على الأشهر القمرية، قال تعالى- : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) .

فلا بدّ للمسلم من معرفة التقويم الهجري؛ للحفاظ على عباداته وشؤونه الدينية، وتعتبر هذه المناسبة ذات أثر في تعزيز مشاعر الثقة بالله في نفوس المسلمين؛ كونها تمثل علامة فارقة في بداية التاريخ الإسلامي حيث نصر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وحفظه من أعدائه بالرغم من شدتهم، وقوة سلاحهم، وكثرتهم، وكانت بداية لتأسيس مجتمع مسلم كان نواة ومرجعًا لأجيال المسلمين من بعدهم على مرّ العصور وباختلاف الأماكن، كما أنها كانت بداية لتأريخ أحداث، ومعارك، وتغيرات كان لها الأثر الكبير في تشكيل دول المسلمين وثقافتهم وسائر مجالات حياتهم.

بقلم الدكتور / حافظ موسى

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك