سوف يشهد التاريخ أن الدكتور إسماعيل طه من خيرة المحافظين الذين شرفت بهم محافظة دمياط ليأدوا دوراً تنموياً ونهضوياً فى بلد الثغر والنهوض والارتقاء بمؤسساتها الخدمية لمصلحة المواطن الدمياطى ، ولكنك تختلف عن العمالقة الذين تناوبوا محافظين لدمياط .

 فقد جاء تكليفك من قبل القيادة السياسية فى ظروف عصيبة،  بعد فوضى عارمة عمت بعد شتاء الغضب ومخطط صهيو أمريكى لإسقاط مصر وتفتيت دول الشرق ، فكنت على قدر المسئولية التاريخية ، اقتحمت ملفات لم يجرؤ أحد قبلك ان يقربها وفى ظل غياب جناحك المعاون المجالس الشعبية المحلية .

 لقد سمعنا زغاريد النيل الخالد وانت برفقة وزير الرى تزيل التعديات على حرم النيل لتعيد هيبة الدولة من جديد ، احتويت الشعب الدمياطى شبابه وأشركتهم فى صنع القرار ، واصلت الليل بالنهار لتقدم شيئاً عظيما لدمياط ، بعد أن شهدت الصناعة الرئيسة والتى ترتبط بها حرف أخرى ركوداً ، فكانت فكرتكم العظيمة مدينة لصناعة الأثاث لترتقى بالصنعة إلى آفاق العالمية ، وقدمتها للقيادة السياسية ليكون واحداً من المشروعات القومية الكبرى،  حتى غدا الحلم حقيقة , انتهجت منهاجاً علمياً فى توجيه الخطط الاستثمارية للدولة حسب أولويات واحتياجات المدن والأحياء والقرى والنجوع .

واقترحت تشكيل لجان شعبية مع النواب حتى لا يتغول أحد أو يطغى فى توجيه الخطط ,حولت دمياط المدينة عاصمة المحافظة إلى درة وجعلت من ميادينها وشوارعها وزقاقها شواهد حضارية وثقافية ، ولنا أن نقارن كيف كانت دمياط ، قبل مجيئك وكيف أصبحت ؟ كم من طرق عامة رصفت ! وكم من مدارس قد شيدت ! وكم مستشفيات قد طورت ! ويكفيك فخرا أنه تم افتتاح مستشفى طوارىء فى دمياط فى عهدك وأصبح فى دمياط مستشفى عسكرى تعزز عرى المودة والمحبة بين الجيش العظيم وشعب دمياط.

وكم من صروح طبية قد افتتحت ! وكم من معارض للأثاث قد أقيمت بمبيعات تفوق الخيال! أبيت إلا أن يعود حق الدولة السليب من أراضها المنهوبة فنزلت الميدان بنفسك تقود كتائب التحرير من القراصنة ، وإذا ببحيرة المنزلة تناديك تستغيث من وطأة الحيتان ، فتسرع منقذاً ومحرراً وتضع خطة لتطويرها كى تعود إلى سابق عهدها ، مصدر الخير الوفير من الأسماك ، ليس هذا فحسب فما شهدته الجزيرة من عناية ورعاية عند ملتقى البحرين باقتحامك لملف فندق اللسان لتعقد وتبرم أعظم اتفاقية لتشغيل فندق اللسان برأس البر ، بعد أن عجز سلفك من المحافظين على تشغيله ، لتفتح آفاق العيش الكريم لأبناء المحافظة معظماً عبقرية الموقع والمكان .

وكم من مشكلات جابهتها بعلاقاتك مع الوزراء ومنها مشكلة صيادى عزبة البرج ! فى عهدك باتت دمياط تمتلك أكبر الأساطيل والمعدات للنظافة يأتى الشتاء ولا نأبه بمخاطره ولا نخشى السيول بحسن استعدادات أجهزتك بالإدارة المحلية , كنت وما تزال حريصاً على الأرض الزراعية سلة عذاء المصريين وحق الأجيال فلا تهاون مع متطواطىء أو مقصر وليس له من جزاء إلا النيابة .

وكم أضفت من موارد لدمياط بمساهمات اجتماعية لموبكو والشركات الاستثمارية بالمنطقة الحرة وتوجيهكم الكريم بأن تكون أولوية التعيين لأبناء دمياط ! بدأت فى تنفيذ خطة طموحة لتوصيل الغاز للمنازل فى مدن وقرى المحافظة.

 ليس هذا فحسب فقمت برفع كفاءة شبكة الكهرباء بنطاق المحافظة وتحديثها بالكامل وسعيت لاستبدال الشبكة الهوائية بكابلات أرضية – دمياط .

فى عهدك محافظة خالية من العشوائيات بتطوير شمال وجنوب قرية الصيادين , جعلت من مكتبة مصر العامة منارة للتثقيف والتنوير وامتلكت زمام المبادأة بإطلاق مبادرتك الحلوة الجميلة لتعظيم قيم المشاركة المجتمعية فى نطاق المحافظة فكانت مبادرتك حلوة يا بلدى التى جعلت دمياط تلبس ثوبها القشيب ودمياط نظيفة بأهلها .

لم تكن محافظاً تكنوقراط بل سياسياً فأطلقت مبادرتك : ” انزل شارك دى بلدك ” لحث المواطنين على المشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية فكنت خير ممثل لرجل الدولة والحكومة ورئيس الجمهورية فى إقليم دمياط فنلت الرضاء الشعبى وكنت الأعلى أداءً من بين محافظى مصر قاطبة وأكدت ذلك استطلاعات الرأى التى أجرتها المراكز القومية لاستطلاعات وقياس الرأى العام ليتاكد للمجتمع وللقيادة السياسية أنكم أحد الرجالات الأفذاذ الذين نهضت بهم مصر بعد كبوتها فتنال ثقتها من جديد .

فكم كنا نتمنى أن تظل قائداً لقاطرة البناء والتنمية فى دمياط لتستكمل دمياط ملفات المشاريع الكبرى – كل التوقعات كانت تشير على أن حقيبة وزارية فى انتظارك معاليكم لنشاطكم الدءوب ومنهجاجك القيادى العلمى والواعد إلا أن القيادة السياسية لها رؤيتها أبت إلا أن ترقيك إلى إقليم أوسع وأرحب بفكركم ورؤيتكم الثاقبة فى الإدارة تكريماً لواحد من قيادات مصر الأفذاذ التى قامت بمصر وعبرت بها محنتها وشدتها .

كما أن الومضات الإنسانية التى لمسناها من معكم مع مواطنى شعب دمياط ولا سيما الغلابة منهم أبداً لن ننساها وسيظل حبك ملء قلوبنا وكم يؤلمنا ويوجعنا فراقك ولكنا لن نضن بك على مصر فى أى موقع تناديك – دعوات من القلب مخلصة أن يكلؤكم المولى بعنايته ويوفقكم أينما كنتم

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك