طلعت مصطفى العواد

أحداثا مؤسفة شاهدنا مؤخرا ، لم تسمعها آذاننا من قبل ، وضربت بكل القيم والأعراف عرض الحائط ، وتركت فى كل مرة علامات تساؤل كبيرة ، لابد لنا من البحث لها عن حل وعلاج وتدخل فورى وترابط كل قوى المجتمع فى علاج هذه الظاهرة المخيفة المرعبة ، حيث طالعتنا الصحف المختلفة هذه الأيام عن ما يسمى هوجة الانتحار ، من أطفال وشباب ورجال ، كل منهم اختار وسيلة حسب فهمه ونفذها تاركا تساؤلا وعلامات استفهام غليظة يراها ضعيف البصر والبصيرة ، حتى أن مجلس النواب أثار تلك الظاهرة وطلب من وزارة الصحة تفسيرا وحلا ، والحقيقة الصحة ليست طرفا أصيلا فى المشكلة ، بل لب الموضوع فى وزارة الأوقاف والمساءلة الحقيقية تكون أولا فى التقصير فى الدعوة وبث الوازع الدينى المتأصل فى نفس كل إنسان الذى يمنعه عن ارتكاب الفواحش والكبائر ومنها قتل النفس ، وبالنظر إلى دور الخطباء نجده قليل يرتكز فقط على خطبة الجمعة يعنى الخطيب يتقاضى أجره عن أربعة أيام عمل فى الشهر إلا من رحم ربك ، ثانيا تربية الضمير عند الطفل تبدأ منذ نعومة أظافرة حيث يعرف من أول كلماته التى ينطقها كلمة عيب التى تربى الضمير عنده وعن طريقها يعرف الخطأ والصواب، وتربية الأسرة للطفل لها دور كبير ، وأخيرا يأتى دور وزارة الصحة فى علاج المرض النفسى الذى يؤدى إلى الانتحار وهناك أيضا علامات استفهام منها نقص المستشفيات النفسية التى تعالج المرضى والمريض فى دمياط ليس له إلا مستشفى دميرة بالدقهلية وهناك صعوبة كبيرة فى نيل فرصة علاج فيها ، وهناك حالة من دمياط مكثت أمام مستشفى دميرة من الساعة السابعة صباحا وحتى الرابعة عصرا أمام المستشفى ومربوطة بحبل على سيارة ربع نقل لخطورتها ولم تستقبلها المستشفى رغم خطورتها ، وعاد إلى محافظة دمياط دون علاج ، واضطر أهله إلا الافتراض من الناس وأنفقوا عليه خمسين ألف جنيه خلال شهر فى مستشفى خاصة وتوفاه الله ، أى أن العلاج نفسى يشق على أسرة المريض الوصول إليه لذا يلزم توفير ذلك فى محافظة دمياط وعيب كبير فى حق محافظة دمياط أن تكون بلا مستشفى أمراض نفسية ، وأخيرا الجمعيات الأهلية لها دور كبير فى تحسس هؤلاء المحتاجين وتكفهم بما يحفف عنهم ، ونرجو من الجمعيات الخيرية بذل مزيد من الجهد بعيدا عن التصوير والشو الإعلامى ، واستغلال وجع وآلام الناس استغلالا سيئا من ذلة وقهر وعدم تلبية أشد مطالبهم ، وأيضا كل أسرة فيها غنى لو تحسس الغنى الفقير فى أسرته وأعانه ما سمعنا عن حالة انتحار واحدة ، والغنى عندما يتحسس الفقير فى أسرته تسود المجتمع روابط الود والرحمة وتنفرح أزمات المكروب ولا يفكر أبدأ فى الانتحار، الأمر جد خطير ولابد من تضافر كل الجهود من أوقاف وصحة وجمعيات خيرية وتربية أسرية صحيحة ، حفظكم الله جميعا و حفظ مصرنا الغالية

طلعت مصطفى العواد
مدينة السرو دمياط

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك