هاؤم اقرءُوا كتابيه ” قصيدة”.. بقلم د/ حسن سراج

0
0

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط

هاؤم اقرءُوا كتابيه ” قصيدة”

 

 

ياشمسُ كيف أراكِ ناراً حاميهْ

تشوي وتحرقُ جنَّتي ورياضِيَهْ

 

قد كنتِ قبل الأمسِ أمْنَ فُؤَادِيَهْ

واليوم نَصلُ الفقرِ حزَّ فُؤاديهْ !!

 

قد كنتُ أشبعُ من ظلالِ سَنابلي

واليوم أين فُتَاتُ خُبزٍٍ بَاليهْ ؟

 

قد عشتُ أمرعُ في مُروجِ هَنَائِيَهْ

واليوم أقطفُ من رُبَاكِ عَنائيهْ

 

أنا بدرُكِ المخسوفُ عَمَّ بَلائيهْ

أنا بدرُكِ المخسوفُ رَهْنَ زَبانيهْ

 

أنا بدرُكِ المخسوفُ أين مَدَارِيَهْ

أنا بدرُكِ المخسوفُ طُلَّ دمائيهْ ؟

ياشمسُ، ياأُمِّي، أَرِيني صُورتي

في ضوئكِ المكسوفِ، غابَ ظِلالِيَهْ

 

يَصْحُو ظلامُ الليلِ في أهْدَابِيَهْ

ويتوهُ فجرٌ في غَمامِ مَآقِيَهْ

 

حكموا عليَّ أنْ أعيشَ- كما ترى-

نُوراً تَوارى في ليالِ ظَلامِيَهْ

 

حكموا عليَّ أنْ أجوعَ ولا أرى

إلا بقايا مِنْ زُبَالةِ طاغيهْ

 

سرقوا رغيفي مِنْ فمي وأياديَهْ

سرقوا الثِّيابَ من العظامِ الباليَهْ

 

نظروا إلى الفقراءِ نظْرَةَ حاقدٍ

حتى رَمُوهُمْ في جحيمِِ الهاويَهْ

 

نَخَرُوا العظامَ وأنْهَكُوا عَزَمَاتِنَا

حتى تَرى أعجازَ نخلٍ خَاويَهْ

ياشمسَنا، إنَّ الضياءَ مُجَافِيَهْ

ياشمسَنا، سرق الضياءَ طواغيهْ

 

نصبوا الموازينَ التي تَغْتَالُنَا

تجتاحُ – جَوْرَاً – بالضعيفِ عَلانيهْ

 

إنَّ الغَنِيَّ يدورُ في أفْلاكهم

أمَّا الفقيرُ تراه ثَورَ السَّاقيهْ

 

جعلوا أخاديدَ التجارةِ مَوْقِدَاً

يَشْوي النُّقودَ، علا شَفَاهُ زَبَانيهْ

 

جعلوا من التعليمِ مَشتَلَ جاهلٍ

جعلوا من المَشْفَى مَطَافَ مَآليَهْ

 

نظروا إلى التَّوحيدِ نظرةَ حاقدٍ

قَرَنَ الحلالَ مع الحَرامِ سَواسِيَهْ

 

عَمدوا إلى الغوغاءِ شرحَ كتابِنا

فَكُّوا من التشريعِ عَقْدَ نِكَاحِيَهْ

 

ياشمسَنا، ضَلَّ المَدارُ بفُلكِنَا

الشُّهبُ صرعَى في فضاءِ سمائِيَهْ

ياصوتِىَ المكبوتُ في أعماقيَهْ

وَشْوِشْ حُروفَكَ، قد كَتَمْتَ أَنِينِيَهْ

 

حدِّثْ عن الأمواجِِ في طُغيانِهَا

بَلَعتْ زوارقَ عِصمَتِي وأمَانِيَهْ

 

حدِّثْ عن الشطآنِ، عُنفُ تَلاطُمٍٍ

مَدٌّ جَسورٌ يستبيحُ فضائيهْ

 

حدِّثْ عن البحَّارِ، جِنٌ ماردٌ

سَجَرَ البحارَ وقال : نارٌ حاميهْ

 

ياشمسُ، ياأٌمِّي، أَرِيني صُورتي

في ضوئكِ المخنوقِ غاب ظِلالِيَهْ

د. حسن سراج

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك