أرشيفية

 

تحقيق – محيى الهنداوى :

الهجرة غير الشرعية هي ” الانتحار السريع ” أو القتل العمد .. يلجأ إليها الشباب للحصول على فرصة عمل بالخارج .. أملا فى الوصول إلى الثراء السريع .. وتحقيق طموحات وأحلام خيالية ، قد تكون سببا فى الموت المباغت أو الاعتقال المفاجئ ، أو الوقوع فريسة لتجار البشر .

وتعد محافظة دمياط أحد بوابات الهجرة غير الشرعية فى مصر عبر البحر الأبيض المتوسط ، وتحديدا عن طريق مدينة عزبة البرج ، حيث المكان والمراكب والسفن العملاقة  التى تستخدم فى الصيد ، وأيضا فى تهريب عمالة الهجرة غير الشرعية .

وشهدت دمياط العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية العام الماضى ، تمكنت خلالها قوات الأمن من القبض على 106شخص ، حاولوا الهجرة إلى إيطاليا عبر الحدود الإقليمية، مستخدمين أحد مراكب الصيد التابعة لمحافظة كفر الشيخ ، بالقرب من عزبة البرج .

في البداية يقول الدكتور حسن محمود سراج  – أستاذ بكلية آداب دمياط – إن مخاطر الهجرة غير الشرعية ، ترجع للحالة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي وصل إليها الشاب ، حين  يتقبل فكرة التضحية بنفسه وحياته ومستقبله في مقابل الحصول علي فرصة الفرار من الدولة بطريقة غير شرعية إلي دولة  أخري ،  للبحث عن فرصة عمل غير مضمون عواقبها .

ويضيف جمال ماريا – رئيس جمعية حماية المستهلك – أن البطالة سببا  رئيسيا لاتجاه معظم الشباب إلى الهجرة غير الشرعية، فلا توجد فرص عمل متاحة لمواجهة طابور الخريجين ، إضافة إلي فقدان الأمل بالوعود الوردية من جانب الحكومات المتعاقبة ، خاصة الحكومة الحالية التى فشلت تحسين الوضع الاقتصادي وإتاحة فرص عمل للشباب .

ويرى الدكتور السيد الفيومى – مدير التعليم الفنى  – أن ارتفاع معدل البطالة   زاد من إحباط الشباب، فشبح البطالة مرض مزمن أصاب المجتمع المصري ودمر شبابه مما أدى إلى تدافع الشباب إلى الهجرة غير الشرعية  بسبب تدني المستوي المعيشي ، وغلاء الأسعار  علاوة على فشل الحكومة في محاربة الفقر والاهتمام بمحدودى الدخل

من جانبه،  يقول الدكتور محمد سامى سليمان ، شعور الشباب بالإحباط بعد سنوات الدراسة والتخرج والطرق المشروعة للتعين مسدودة تماما ، تجعله يتجه إلى الهجرة غير الشرعية ، وقد تصل به تلك المجازفة إلى الموت المحقق  ، قائلا لنفسه ومرددا ،العمر واحد والرب واحد “هى موته ولا أكتر”

ويقول لبيب عاشور نقيب الصيادين غالبية من يقومون بالهجرة غير الشرعية ينتحرون وسط الأمواج العاتية ، والعديد من شباب  القرى والنجوع التي ينتمي لها هؤلاء الشباب الذين لجأوا للهجرة غير الشرعية وحققوا مكاسب كبيرة عادوا بها جعلت الآخرين يتطلعون إليهم ، وهذا السلوك مرفوض فى كل الأحوال لأنه يضر بسمعة البلد

وأناشد الدولة للتدخل للعمل على سفر هؤلاء عن طريق السفارات بالطرق المشروعة بدلا من الهروب غير المحمود العاقبة .

وأضاف انه سمع عن شباب غائبون منذ 3 سنوات هربوا عن طريق ليبيا ولم يسمع عنهم احد شيئا وطالب لبيب الحكومة بالعمل على مساعدة الصياد بتعليب ما يتم صيده لزيادة دخله والعمل على دعم الكهرباء والبترول والغاز حتى لايلجأ إلى ممارسة  تلك الأساليب الكارثية التى تضر بالبلد وسمعتها  بسبب ممارسة الهجرة غير الشرعية مقابل مبالغ مالية كبيرة  تتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف جنيه عند وصولهم للدولة المتفق عليها .

ويؤكد محمد الحليلي رئيس النقابة المستقلة للصيادين أن دمياط ليس بها هجرة غير شرعية عن طريق عزبة البرج وان كل عمليات التهريب تتم عن طريق البرلس والقوات البحرية ضبطتهم مؤخرا وصيادين دمياط لايعرفون سوى إنتاج لأسماك بعيدا عن عمليات تهريب الشباب .

ويطالب الحليلي الحكومة بتوفير فرص عمل جادة للشباب، والعمل على تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء كي يمتنعوا عن الهجرة غير الشرعية  ، لاسيما وأن العديد منهم تحت خط الفقر ، ويجدوا أنفسهم ضائعون  بلا عمل ولا مستقبل، لا يجدون قوت يومهم، فيلجأون إلي الحل الوهمى وهو الهجرة غير الشرعية .

علي الجانب الأخر يؤكد مصدر بارز بمحافظة دمياط أن البطالة هي أم الآفات والشرور ، حيث يتجه الشباب للهجرة بطرق غير مشروعة ، خاصة إلي إيطاليا وليبيا ، لعدم توافر فرص عمل بالبلاد ، بجانب أن عقود العمل بدول الخليج أصبحت غير متوافرة ، بسبب المنافسة الشرسة بين العمالة المصرية والعمالة الآسيوية من نواحي التدريب والالتزام والانضباط .

وأضاف المصدر أن الهجرة غير الشرعية هي محصلة للسياسة التعليمية الفاشلة ، وسياسة تعيين الخريجين الأكثر فشلا ، مشيرا إلي ضرورة تطوير التعليم الفني كأداة من أدوات مواجهة الهجرة غير الشرعية ، حيث أن العامل الفني بمصر عملة نادرة ، وكذلك ضرورة التدريب التحويلي للخريجين ، للحصول علي عمال فنيين تحتاجهم البلد في مختلف القطاعات لتحقيق النهضة ، حيث قامت تجربة ماليزيا وسنغافورة علي العمالة الفنية .