مكتب بريد دمياط الرئيسي

كتب – محمد أبو النور :

بعد مرور عامين ونصف تقريبا علي افتتاح مكتب بريد دمياط الرئيسي ، عقب أعمال تجديد وتطوير تكلفت ملايين الجنيهات ، وذلك لـ ” تقديم خدمة بريدية مميزة ” حسبما أعلنت هيئة البريد وقت الافتتاح ، إلا أن هذه الخدمة المميزة لا تزال حلما بعيدا عن الدمايطة .. أبعد بكثير من مكاتب البريد الصغيرة المنتشرة بالمدينة والمحافظة ، التي يهرب إليها المواطنون من فشل المكتب الرئيسي وسوء المعاملة من جانب بعض الموظفين .

وكانت معاناة المواطنين كبيرة خلال السنوات التي خرج فيها المكتب من الخدمة ، وتم نقل خدماته من ميدان الساعة إلي مساكن الشهابية ، حتي تم الانتهاء من تطويره وفتحه مجددا ، لكن المعاناة لم تتوقف بل ازدادت كأن المكتب خرج من الخدمة ولم يعد .

ومنذ الساعات الأولي لبدء العمل بالمكتب ، في أعقاب خروج المحافظ ورئيس الهيئة وانتهاء زفة الافتتاح ، بدأ ينافس بقوة علي لقب أفشل مكتب بريد علي مستوي الجمهورية . حيث أن التطوير اقتصر علي تشطيب المبني وتحديث الأجهزة ، ولم يشمل بعض الموظفين وهم العنصر الأهم في منظومة العمل ، فلم يتم تدريبهم وتأهيلهم علي تحمل ضغوط العمل وحسن التعامل مع المواطنين .

ويشكو معظم المواطنين المترددين علي المكتب من سوء معاملة بعض الموظفين لهم ، خاصة في الفترة المسائية التي يقتصر العمل فيها علي اثنين من الموظفين بالإضافة لمدير المكتب ، الذي لا يعرف أحد دوره علي وجه التحديد . حيث لم يقصده أحد بالشكوي إلا وندم علي شكواه بسبب وجود المدير في مكان لا يتناسب إطلاقا مع مؤهلاته وإمكانياته المحدودة .

واجتمعت عناصر الفشل داخل المكتب سواء فنيا أو إداريا أو تقنيا ، حيث تعطل جهاز النداء الصوتي بعد أيام قليلة من الافتتاح ، ولم يتم صيانته أو إصلاحه علي الإطلاق ، مما يؤدي لتكدس المواطنين يوميا داخل المكتب ، وبدلا من جلوسهم وراحتهم في انتظار دورهم ، لاسيما وأن معظمهم من كبار السن ، يقفون في طوابير طويلة تمتد أحيانا خارج المكتب ، وربما تقطع طريق الكورنيش باتجاهيه ذات يوم من الأيام .

ولأن الفشل كالمصائب لا يأتي فرادي ، فبمجرد تركيب ماكينة صراف آلي جديدة خارج المكتب ، وسجود المواطنين شكرا لله تعالي علي رحمتهم من زحمة الطوابير ، لاسيما طوابير المعاشات التي يقف أولها علي الشباك في بداية الشهر ويقف آخرها في بداية الشهر الذي يليه ، تعطلت الماكينة بعد أيام قليلة من تركيبها ، ولم تتم صيانتها أو إصلاحها علي الإطلاق ، بل اكتفت إدارة المكتب بتغطيتها كأن عينا أصابتها ، وعادت الطوابير إلي ما كانت عليه .. وأطول !

ويبدو أن هيئة البريد تعيش في دولة أخري غير التي نعيش فيها ، فلا توجد أي لجان تفتيش أو متابعة لنشاط المكتب أو تقارير لتقييم كفاءة موظفيه ، والشاهد أن الحال يزداد سوءا يوما بعد يوم بلا أي اهتمام أو تدخل أو محاولة إنقاذ من الهيئة لإصلاح الأجهزة المعطلة وتغيير الإدارة الفاشلة ، لعل ذلك يحقق حلم الخدمة المميزة المفقود ، ويعيد للمواطنين المترددين علي المكتب احترامهم وآدميتهم المفقودة .

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك