مافيا النصب في الآثار – بقلم : تامر العراقي

1
178

كتب

المحرر والناشر الإلكتروني لجريدة صوت الشعب، الصادرة من وعن محافظة دمياط

 

 

 

انتشرت فى الأيام الماضية حمى التنقيب السرية للبحث عن الآثار  والحفر بداخل البيوت عن طريق الاستعانة بكشاف  وكلمة كشاف تعنى قدرة الشخص على اختراق بواطن الأرض ورؤية مآبها .هم
يدخلون على من يقع عليه الدور مدخل العارفين بالله وببواطن العلم ولا يطلبون أموالا..أو ما شابه ذلك
هنا يستأنس لهم الضحية من خلال الورع والتقوى الذي يظهرونه له …. فيستخدم معهم طريقة أسمها (طريقة الجرار المليئة بالذهب)
وتلك الطريقة تبدأ حينما يحدد النصاب مكانا فى غرف البيت، باعتبار أنه كشاف ويستطيع رؤية كل ماهو موجود داخل باطن الأرض ،وعند تحديد يوم العمل يدخل النصاب تلك الغرفة بمفرده ،ويطلق البخورات ويردد بالكلمات المبهمة التي يتعمد أن يسمعها كل من هم خارج الحجرة،وبعد فترة يخرج متظاهرا كمن يبدو منهكا وفى غاية الإرهاق ثم ما يلبث أن يأمر صاحب المنزل ومن معه أن يحفروا له قبر فى الغرفة المذكورة بمقاس طول مترين وعرض متر ، وبعد الانتهاء من الحفر يأمر بإحضار قماش أبيض يغطى ذلك الحفر تماما ثم يدخل بمفرده الحجرة ، ويمارس أموره المعتادة من بخور وكلمات غير مفهومة، ثم يخرج من الغرفة ويطلب منهم أن يدخلوها حتى يروا الكنز يهرع الجميع ،لرؤية الكنوز الأثرية يجدون جرارا ،وقد خرجت أعناقها من باطن حفرة القبر
وعندما يمد بعضهم يديه،يجد عنق الجرار مفتوحة، وبها بعض من النقود ومن عملات رومانية من الذهب والنحاس … هنا يقول النصاب أنه كاد يسحب الكنز من باطن الأرض إلا والبخور قد انتهى منه……. بالتالي لابد من استحضار بخورات لتكملة العمل ،واستخراج الكنوز التى تقدر بملايين الدولارات ،ثم ينصرف تارك أهل البيت فى حيرة فيذهبون له …..هنا يفاجئ الجميع بأن مبلغ البخور يصل إلى مليون جنيه خلاف مصاريف السفر للشيخ العظيم إلى المغرب بنفسه لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يعرف حقيقة بخور الطقش المغربى …… وبلا تردد يتم جمع المبلغ فورا . ويسافر الشيخ العبقري الفذ إلى المغرب مستجما ،ويعود ومعه بعض البخور الذي لا يتعدى قيمته 100 درهم ويدخل الغرفة ويبدأ العمل ثانيا ..ثم يخبرهم ألا يدخل أحد الغرفة الآن فغدا سيكمل استخراج الكنز ويتم غلق الغرفة بإحكام … ثم يخرج النصاب ليبلغ الشرطة باسم مستعار أن هناك جماعة يحفرون فى منزلهم وقد عثروا على كنز فرعونى ، فتداهم الشرطة المكان ليجدوا أعناق الزلع كما هى ،ويتم تبليغ الآثار التى تكشف المكان فلا تجد به شيئا ،وأن أعناق الزلع ليست بفخار، بل هى نوع من الأسمنت سريع التفاعل مع الماء ، وأنها صنعت بفعل فاعل وليست أثرا .وهنا تضيع عليهم المليون جنية ويختفى النصاب تماما.

1 تعليقك

  1. الاثار ياسيدى ليست مجالا للنصب كما ذكرت بل مجالا للسرقة وقد سبق ان قدمت اقتراحا يحل مشاكلنا المالية المزمنة وقدمته للمسئولين وذلك ببيع سنويا قطعا من الاثار الصغيرة المتكررة كالجعران فإن كان لوحة فنان تاريخه لايتعدى السنوات القليلة تباع لوحته ب80 مليون دولار على الاقل فما ثمن اثر مر عليه الاف السنين ولن يؤثر على رصيدنا من الاثار فهى اولا متكررة وقطع صغيرة بدلا من سرقتها او اهدائها للاجانب هدايا من الدولة ..امامنا نفط اثرى ونتداين وتقهر الحكومات الفقراء بالضرائب ولن يؤثر هذا على السياحة فالذى يشترى الاثر من الاثرياء وهو لايتردد على مصر الا نادرا

Comments are closed.