ليس بالضرورة أن يكون لك رأيٌ في كل نازلة

١- ليس بالضرورة أن يكون لك رأيٌ في كل نازلة، أو مسألة، أو مشكلة.

٢- وإذا كان لك رأيٌ في شيء من ذلك، فليس بالضرورة أن تبديه. وإذا أردت إبداءه، فليس بالضرورة أن تبديه لكل أحد أو في كل مناسبة.

٣- وإذا أبديته، فليس بالضرورة أن تتشنج في إبدائه، أو تتعصب له، أو تظن أنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

٤- وإذا خالفك الرأي أحدٌ من الناس، فليس بالضرورة أن يكون ذلك المخالف عدواً، أو متربصاً، أو حاسداً.

٥- وليس بالضرورة، إذا انتقدت أحداً من الناس، أن تسعى إلى تجريحه، وإسقاطه، والإساءة إليه، وتجريده من كل حسنة.

٦- وليس بالضرورة، إذا اختلفت مع أحد، أن تعاديه، وتدعو إلى عداوته، وتشَهِّرَ به قدر ما تستطيع.

٧- وليس بالضرورة، إذا كان بينك وبين أحد من الناس خصومة، أن تنقل هذه الخصومة إلى كل من يتصلُ به أمرُك حاملاً شعار: (معي أو ضدي). بل يكفي أن تنحصر الخصومة بين أصحابها قدر المستطاع.

٨- وليس بالضرورة، إذا كتبت مقالة أو قصيدة، أن تطول كلماتها، أو صفحاتها، أو أبياتها، بل يكفي في ذلك وصول الفكرة. فإذا وصلت بأقل كلفة وأقصر عبارة فذاك.

٩- وليس بالضرورة إذا تكلمت، أو داخلت، أو أبديت وجهة نظر، أن تزيد بالكلام فتثقل على السامعين أو الحاضرين دون مسوِّغٍ لذلك، طالما أن الغاية من الكلام تحققت. ولأن يقال: (ليته واصلَ) خيرٌ من أن يقال: (ليته سكت).

ولو أخذ هذا الشعار حظه من نفوس كثيرين لسلمنا من تخمة التكرار والإثقال، وصداع الإطالة والإملال.

١٠- وليس بالضرورة أن تكون المتصدرَ في كل مجلس، ولو بلغتَ ما بلغت من العلم والثقافة. فليس كلُّ جَوٍّ جَوُّك، ولا كل يوم يومك.

١١- وليس بالضرورة إذا قصَّرت في يوم ما، أو قصرت في حق أحد ممن لهم حق عليك، أن تجعل ذلك ذريعة لاستمراء التقصير وترك الإحسان.

١٢- وليس بالضرورة إذا كرهت أحداً أن تخبره بذلك بحجة أنك صريح، بل الحكمة تقتضي أن تحتفظ بذلك لنفسك، فـ: *{ عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً }* .

بقلم الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك