كاظم الساهر : ظللت أكثر من خمس سنوات أبحث عن كاتب كلمات قصيدة أنا وليلى

0
554

 كاظم الساهر : عندما قرأت كلمات ( أنا وليلى ) بقيت أبحث عن الشاعر خمس سنوات
عندما نشرت نداء وإعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة رجل فقير  وهو أستاذ لغة عربية يدرس في إحدى المناطق النائي ببغداد فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة 355 بيت شعر
و كان كل من يدعي أن هذه قصيدته
يجلب لي بيتان أو أربعة أبيات من القصيدة
فلما جاء حسن المرواني إلى الأستوديو وبدأت بتلحين القصيدة بدأ بالبكاء
وقال لي أنا لست شاعرا
لأنني كتبتها تعبيرا عن حالة إنسانية مررت بها أيام الدراسة الجامعية لقد أعدت لي الذكريات
القصة

صورة الشاعر

حسن المروٍاني
من العراق
من مدينة ميسان كان شاب من عائلة فقيرة جدا

ومرت الأيام
و أصبح من الطلاب المجتهدين في جامعه بغداد كليه الآداب
كان أنسان بسيط متساهل . . صاحب لسان وكلمآت براقه
وقعت أنضاره . . على فتآة تسمى ليلى
فأحبها. . وأحبته . .
و أتفقوا على الزواج بعد التخرج
وفي آخرٍ سنه . . من العام الدراسى
أتت ليلى ومعها خطيبها . . أنصدم حسن المروانى
بعدها
ترك الدراسه لفترة زمنيه . . ومن حسن حظه أنه لم يُرقن قيده
وفي يوم التخرج . . دخل حسن المروانى يرتدي معطفا أسود
ولكن الدمعه مخنوقة بأعجوبة

سلم على الأصدقاء وجلس معهم قليلاً من الوقت
قبل ذلك بيومين قآل حسن المروانى لصديقة
أشرف الكاظمي . . انهُ كتب قصيدة . . لكن ليس بوسعه ان يقرأها
فقآل له اشرف . . سنرى عزيزي .. من الأعز( ان تقرأها ام تخسرني)
وبعد نصف ساعه من جلوس حسن المرواني على الطاولة مع اصدقاءه
الا وصوتً ينادي
ستسمعوٍن الآن يا أخوان . . قصيدة من حسن المروانى
فوقف حسن مندهشً . . و الأنظار تلتفت إليه
أجبرته تلك الأنظار على النهوض فمسك المكروفون وقال
سألقي لكم قصيد تي الأخيرة . . . في هذه المسيرة
فإلتفت . . ونضر الى الحبيبة بنظرات محزٍنه وخطيبها يقف إلى جانبها
وانشد قائلا
ماتت بمحرٍاب عينيك ابتهالاتى. . و إستسلمت لرياح اليأس راياتى
جفت على بآبك الموصود . . أزمنتي ليلى وما أثمرت شيئًا ندائاتى
فبكت ليلى وذهبت وجلست في المقعد الأخير
ودموعهآ تحرق وجنتيهآ
فنظرٍ إليها من جديد . . ونظرة سريعه إلى الخطيب وقال
عامان ما رفني لحنً على وتر . . ولا أستفاقت على نور سماوآتي
أعتق الحب في قلبي و أعصرهُ . . . فأرٍشف الهم في مغبرِ كاساتي . .
قالت يكفي يا مروانى . . أرجوك
ضعف مرواني وأراد ان يترك المايكروفون إلا ان أشرف
صرخ أكمل
نزلت أول دمعة من دموع حسن المرواني وبدأت عينه بالإحمرار . .
وقال . . ممزقً أنا… .لا جاه ولا ترفً .. يغريكِ فيآ . .فخليني لآهآتي . .
لو تعصرين سنين العمرٍ أكملهآآ .. لسال منها.. نزيف من جراحاتى ..
فأشارإليها بأصبع الشهآدة وبكل حرٍآرة .. وقال
لو كنتُ ذآ ترفً ما كنتِ رافضةً حبي . . ولكن عسرٍ الحآل فقرٍ الحآل ضعف الحال مأسآتي
عانيت عانيت … لا حزنٍي أبوح بهِ ولست تدرين شيئاً عن معاناتي
أمشي و أضحك . .ياليلى مكابرة . . علي أخبي عن النآس إحتضاراتى
لا النآس تعرٍف ما أمري فتعذرهُ ولا سبيل لديهم في موٍآسآتي
يرٍسوٍ بجفنيَ حرٍمآنً يمص دمي .. ويستبيحُ اذا شآء ابتسآمآتي
معذورة ليلى . . أن أجهضت لي أملي ..لا الذنب ذنبك . .

بل كآنت حمآقآتي أضعت في عرب الصحرٍآء قآفلتي وجئت أبحث في عينيك عن ذآتي
وجئتُ أحضآنك الخضرٍآء ممتشياً كالطفل أحملٌُ أحلامي البريئآت . . .
غرست كفك تجتثين أوردتي . . وتسحقين بلا رفقً بلا رفق مسرٍآتي . .
فبكى أشرف . . . وقبل حسن . . وقال أكمل
فقآل وآآ غربتآآه مضآعً هآجرت مدني عني .. ومآ ابحرت منهآ شرٍآعآتي
وصرخ نفيت و استوطن الأغرٍآب في بلدي ودمروا كل اشيآئي الحبيبآت
فكل من كآن موجود بالقآعه قد بكى على الكلمآت وعلى شكله
فالتفت عليهآ وقآل .. خآنتكِ عينآكِ . . في زيفً وفي كذبً
والتفت على خطيبهآ وقآل . . أم غرك البهرٍج الخدآع
مولآتي
فرٍآشةً جئت ألقي كحل أجنحتي لديك فاحترقت ظلماً جنآحآتي
أصيح و السيفُ مزرٍوع بخآصرٍتي و الغدر حطم آمآلي العريضآت
وقالت وهي فائضه بالدموع .يكفي أرجوك حسن أرغموني على ذلك . .لأنهُ ابن عمي
. .فصرخ
و أنتي ايضآً ألا تبت يدآكِ . . أذا أثرتي قتلي و استعذبتي أنآتي
من لي بحذف أسمك الشفآف من لغتي إذاً ستمسي بلا ليلى
ليلى . . فلتفتت .. وقآل . . حكآيآتي
فترك المكيرفون وأحتضنه أشرف
وقبله وقآل له . . يآويلي
قد أدمع عين النآظرين إليه .. ودمج الأذنين مع البكآء
وخرج و بعد خمس دقآئق . .أغمى على ليلى
ونقلوها للمشفى . . ورجعت بحآلة جيدة
ولكن كآن لهآ أبً قاسياً جداً .. وخطبهآ لأبن العم
فذهب ابن العم لحسن المرٍوٍآني وهو يبكي وقآل
أنا اسف ماكنتُ اعرف بهذا . .والله
قد جرت أحداث هذه القصة في سنة 1979
ورحل حسن المروانى وسافر الى الإمارات بسببها .. وبقى هناك أكثر من 16 عام

أما القصيدة فقد خُطت على جدار جامعة بغداد وهي موجوده إلى الأن تخليدا”لذلك الحب الرائع المحزن .

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك