د. حسن سراج

لون الغُروب الأصفر ” قصيدة”

ياشادياً بين الورى
يابلبلاً مُتحسِّرا
:
رنِّمْ لنايك غنوةً
رجِّعْ شذاك المُسْكِرا
:
هدهدْ ترانيمَ الأسى
فالليلُ ولى وأدبرا
:
الفجرُ يُهديك الشَّذا
والصبحُ ينشرُ عنبرا
:
انفحْ وجودَك بهجةً
ليفيضَ لحنُك سُكَّرا
:
اجعلْ لقلبِك كوثراً
عطِّرْهُ مِسكاً أذفرا
:
أغمضْ جفونَك لاترى
إلا الجمالَ الأزهرا
:
افتحْ لقلبِك نبضةً
ليناجي طيراً اخضرا
:
احفظْ لعينِك نظرةً
ترعى البريقَ الاحورا
:
فرفيفُ قلبِك لم يزلْ
للحبِّ يرسمُ منظرا

********
الشمسُ ترقصُ في الفضا
لبستْ ثياباً أحمرا
:
هزجتْ بثغرٍ باسمٍ
نشرَ الحبورَ وأبهرا
:
هزجتْ على وتَرِ الهوى
أصغى الفضاءُ وأبصرا
:
قالت: حبيبي مَنْ أرى
نبضاتِهِ لاتُشتَرى
:
مَنْ فاضَ مِنْ زفراته
حرَّ الهيامِ فأسْكرا
:
مَنْ فاضَ مِنْ ثغرِ الهوى
خمراً وحرفاً مُسكِرا
:
مَنْ يهدني تاجَ السُّها
ويزفُّني بين الورى
:
وأراه غنوةَ شاعرٍ
رسمتْ جمالى منظرا
:
فظننتُ مَنْ تعني أنا
فلبستُ ثوباً مُقمرا
:
جادتْ علىَّ بنظرةٍ
ذابَ الفؤادُ تجمَّرا
:
قالتْ تعالَ ،أيا أنا
اجعلْ ضيائي مِنبرا
:
فشدوتُ في أفلاكِها
والبوحُ هامَ تحرَّرا
:
رقصتْ تهيمُ بأحرفي
الشِّعرُ ماسَ وأبحَرا
:
رشفتْ منابعَ نبضتي
والحبُّ فاضَ تكوثرا

********
ما كنتُ أحسبُ أنني
صيدٌ تجمَّع في الفرا
:
صادتْ هزيجَك ياأنا
والقلبُ منك تكسَّرا
:
لونُ الغُروبِ الأصفرُ
خنقَ الشبابَ تنمَّرا
:
لونُ المساءِ تكدَّرا
خانَ العهودَ وأغْدَرَا
:
الحبُّ ناحَ بشقوتي
دفنَ المساءَ وأقبرا
:
الحبُّ غيَّرَ صُورتي
زرعَ المَشِيبَ فأزهرا

********
شمسٌ لعوبٌ أشرقتْ
خدعتْ سَناك الأخضرا
:
شربتْ نَداك الأطهرَ
وشربتَ غيماً اسمرا
:
لبستْ ضياءً كاذباً
أغرتْ رباباً أشقرا
:
هامَ الرَّبابُ بضوئها
جمعَ الغمامَ وأمطرا
:
هامَ الرَّبابُ ولم يعِ
أنَّ الضياءَ تسعَّرَا
:
قلبُ الضياءِ تجبَّرا
لبسَ الخَنَا وتبخْتَرَا

********
لا والضحى والكوثرِ
مازاغَ نبضُ المُشْتَرَى
:
لكنَّما زاغَ الهوى
وبريقُهُ بين الورى
:
,أغمضْ جُفونَك لا ترى
إلا الرفيفَ الأطهرا

:
د .حسن سرا ج

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك