ف ..  ساد

0
73

تؤّرقني تلك الحالة التي  تنتاب الجميع من  حزن و قلق .. زيادة في الأسعار .. و نقص في السلع .. و عجز في

فساد المسئولين
الكاتبة : أحلام شحاته

الدواء في المستشفيات الحكومية .. و .. و .. و .. إلخ

الكل يشكو .. و يضجر ..  و لا  يجد حلّاً سوى أن يلقي  بالمسئولية على غيره .. وكأنّنا .. نبحث  عن شمّاعة نعلّق عليها  أخطاءنا .. نعم أخطاءنا .. فكلّنا مشتركون في الخطأ .. سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .. صمتنا على الرشوة .. فساد .. دفعنا للرشوة .. فساد .. غشّنا في المدارس .. فساد .. حبّنا للمناصب .. فساد .. فهمنا الخاطئ  للمنصب على أنّه تشريفٌ و ليس تكليفاً .. و أن من  يجلس على كرسي  يأخذ أكثر ممّا يعطي .. يرى مصلحته الشخصية فوق الجميع .. يستغل منصبه لزيادة رصيده في البنك .. و ينسى المواطن الفقير الذي لا حول له و لا قوّة ..  و ليس له ذنب سوى أنّه  وضع ثقته فيمن ليس يحفظ الأمانة و لا يعرف الضمير .. تمتلئ  مخازنه بالسلع .. يحتكرها ليستفيد مادّياً .. و يحرم الناس منها .. ليعطّش السوق .. و يفرض السعر الذي يرضي غروره .. و يملأ جيوبه .. و نسي  أن هناك أناس لا يملكون  مالاً لشراء ما يسدّون به جوع أطفالهم ..  نظرات الحرمان  على وجوههم .. و هم يرون غيرهم منعّمين و مترفين .. و هم في هذا الحرمان و الفقر .. يحقدون على الجميع .. تمتلئ قلوبهم بالأحزان .. و حناجرهم بالغصّة .. و الحنق .. يسود الظلم .. و  يضيع العدل .. تكثر الجرائم .. لأن الغني لم يعرف حق الفقير عليه .. و  لم يعرف أنه سوف يُسأل عن  واجبه نحو الآخرين .. لأنهم أمانة في عنقه .. و كل راعٍ مسئول عن رعيّته .. فماذا لو  راعينا  حقوق الآخرين ؟ و أعطينا كل ذي حق حقّه ؟   و لو أن المسئول الذي يقصّر في حق  مسئوليته .. يعاقب ؟  نعم .. يعاقب عقاباً رادعاً ..  لما تهاون ذات يومٍ .. و ما ضيّع حق أحد ..  و ليته يعلم أن  عذاب الآخرة أشدّ و أقسى .. من  لوعة الفقير و حرمانه .. و يودّ حينها أن يفتدي نفسه من النار بكل ما إكتسب من حرام ..