مئذنتى مسجد الرحمة برأس البر مع استمرار هدمهما

أين ذهبت ميزانيات الصيانة والترميم التى تم رصدها لمسجد النصر بفارسكور ؟!

كتب – محمد أبو النور :

تحت عنوان ” مسجد النصر .. جريمة الأوقاف تكتمل بفارسكور ” كتبت فى هذه المساحة منذ عامين تقريبا منددا بأعمال تدمير المسجد الكبير بالمدينة ، والتى اتصلت وتواصلت منذ ذلك التاريخ ، ثم انتقلت إلى مسجد الرحمة برأس البر ، فيما يبدو أنه عدوانا ممنهجا من قبل وزارة الأوقاف على المساجد التاريخية بمحافظة دمياط .

وكانت الأوقاف قبل أربعة أعوام قررت فجأة وبدون تمهيد أو إنذار إغلاق مسجد النصر بفارسكور فى وجه المصلين ،

بعد أن وجدت شروخ وتشققات فى قبة ومئذنتى المسجد ، الذى يعتبر الأكبر والأشهر بالمدينة .

القرار صدر بناء على تقرير فنى أعدته لجنة متخصصة من أساتذة كلية الهندسة بجامعة المنصورة ،

وقررت اللجنة أنه يمكن إزالة القبة والمئذنتين فقط بدون أن يتأثر باقى مبنى المسجد نفسه .

وعلقت من جانبى أن ” الأوقاف من الوزارات التي تسير ببركة الله ولا تؤمن بالخطط والدراسات ووضع جداول زمنية لتنفيذ المشروعات فإنها لم تستطلع آراء المتخصصين بالمحافظة والمدينة ، خاصة وأن المسجد من أقدم وأهم المساجد بالمحافظة ، ولا يمكن للجنة لا تعرف عن أهميته وتاريخه شيئا أن تقرر وحدها مصيره ومستقبله ، أو تتعامل معه مثلما تعاملت مع غيره من عشرات المساجد الأقل في الأهمية والقيمة ” .

وأضفت أن الأوقاف ” لم تضع تصورا واضحا لما سوف يتم بالمسجد بعد الإطاحة بقبته ومئذنتيه ، ولم تحدد جدولا زمنيا لتنفيذه ، أو تخصص ميزانية لتمويله .. فالأرض أرض الله ، والمال مال الله .. وهكذا تم بسرعة الطائرة النفاثة هدم قبة المسجد . هذه القبة التي يذكرها أهالي المدينة جيدا ، فقد كانت من الداخل تحفة فنية إسلامية مكتملة ، تأسر أنظار المترددين علي المسجد ، ولا يمل الناظر لها من التأمل فيها لهيئتها الجميلة وتكوينها البديع . وقامت الأوقاف بتدمير القبة رغم إمكانية ترميمها  ، لأنها لا تشكل أي حمل خراساني علي مبني المسجد ، وتقوم علي أعمدة خراسانية مستقلة بها حسب آراء متخصصين آخرين لا تعترف بهم الأوقاف ” .

وبعد تدمير قبة مسجد النصر ” بدأت الأوقاف في تدمير المئذنتين ، لكن بسرعة الطائرة الورقية . وهاتان المئذنتان الشامختان كانتا ملمحا أصيلا وبارزا من ملامح المدينة لعشرات السنين . وقامت الأوقاف بتدميرهما رغم إمكانية ترميمهما ، لأنهما منفصلتان عن مبني المسجد ، ومقامتان علي قواعد خراسانية مستقلة تتيح ترميمهم حسب آراء المتخصصين الذين لا تعترف بهم الأوقاف ” .

والمثير للدهشة أن المسجد تم رصد ميزانية ضخمة لترميمه وصيانته قبل ذلك بحوالى عشر سنوات .

ومع ذلك لم تمض سنوات حتى تفتق ذهن المسئولين عن ضرورة إزالة القبة والمئذنتين ،

بشكل يثير التساؤلات عن أعمال الترميم وميزانيته الضخمة التى تمت قبل ذلك :

هل كانت الميزانية والترميم للمسجد بقبته ومئذنتيه أم لدروات المياه مثلا وفقط أم كانت له أبواب صرف أخرى لا يعلمها إلا الله والراسخون فى العلم بوزارة الأوقاف ؟!  

و” منذ بدأت الأوقاف عدوانها الغاشم لتدمير المسجد والمدينة تعاني من إغلاق مسجدها الكبير في صلواتها وجنازاتها .

ولعشرات السنين كان المسجد الوجهة الأولي لأبناء المدينة في صلواتهم .. وفي جنازاتهم ..

نظرا لاتساعه وتصميمه العمراني المميز وضخامته نسبيا بالمقارنة بمساجد المدينة الأخرى ،

إضافة إلي وجوده في قلب المدينة بالقرب من نيلها وسوقها ومقابرها ..

حتي قررت الأوقاف إغلاقه وتدميره فشردت أبناء المدينة بين المساجد أحياء وأموات ” !

ولعلى لم أتجاوز الحقيقة عندما قلت أن الأوقاف بدأت ” عدوانها الغاشم لتدمير المسجد ” ،

لأن ما تم فعلا يقل عن ذلك الوصف بكثير ، بل واستمرت الأوقاف فى غيها وعدوانها حتى وصلت إلى مسجد الرحمة برأس البر ،

بشكل يوصف بأنه ” عدوان ممنهج على المساجد التاريخية بمحافظة دمياط ” .

حيث أنه وبصورة مفاجئة لا تقل عن الصورة السابقة اكتشف المسئولون بالأوقاف أن مئذنتى مسجد الرحمة معرضتين للتصدع والانهيار ،

الأمر الذى يستوجب إزالتهما ، وربما فى القريب العاجل إزالة القبة أيضا أسوة بمسجد النصر .

وبدأت أعمال الإزالة فعلا ، وتنكست المآذن الشامخة حتى بات مشهدها يملأ قلوب المترددين على المسجد ، بل والعابرين أمامه حزنا وحسرة .

واليوم ، أو غدا ، أو فى القريب العاجل على أقصى تقدير يرى أحد المسئولين البارزين بالأوقاف فى منامه رؤيا أن مئذنتى مسجد البحر بمدينة دمياط معرضتان للتصدع والانهيار .

وأن وجودهما خطورة داهمة على أرواح المصلين والمارة والسائرين نياما فى ظلام الليل .

الأمر الذى يقتضى ضرورة إزالتهما ، وربما إزالة قبة المسجد بالمرة .

ومن المفارقات العجيبة أن هذه المساجد الثلاثة : النصر بفارسكور والرحمة برأس البر والبحر بدمياط ،

قامت الدولة بإنشائهم فى توقيت واحد فى أواخر خمسينيات القرن الماضى ،

وبمواصفات واحدة من حيث المساحة الكبيرة والأحمال الخراسانية العالية والفن المعمارى الإسلامى المميز .

بل وقام بتنفيذ المساجد الثلاثة مقاول شهير من مدينة فارسكور .

وتلك قصة أخرى ، تستحق أن تروى فى مساحة أخرى بإذن الله !

مسجد النصر بفارسكور بعد هدم القبة والمئذنتين

اترك تعليق

من فضلك، أدخل تعليقك!
من فضلك، أدخل اسمك