د . حسن سراج

الموتُ صاحَ وعجَّلَ الأقْدَار
والغدْرُ لاحَ وأرْسلَ الفُجَّارا
:
والحُزنُ أطْلقَ في البلادِ طُيورَهُ

بشار

والهمُّ نايٌ روَّعَ الأوتارا
:
والشَّرقُ في رَأَدِ الضُّحى مُتَسَرْبلٌ
بالليلِ ، يرعَى في دُجَاهُ العَارا
:
الشرقُ في حَلَكِ الظلامِ كأنه
وَمَضَاتُ نجمٍ لا تُضيئُ مَدَارا
:

تميم

الشرقُ ينظرُ للخرابِ بأرْضهِ
ويُمالِئُ الأوْغادَ والأشْرَارا
:
الشرقُ يَرْنو للدماءِ مَسِيلةً
ويُهادنُ الفُجَّارَ والكُفارا
:
الكوكبُ الأرْضيُّ أنكرَ جِنْسَهُ
لمَّا رأى في جِنْسِه ِأبقارا

********
الغَرْبُ أطلقَ في سَمانا فُرْقةً
ليقُطِّعَ الأرْحامَ والأصْهَارا
:
نَصبَ الشِّباكَ على العُروبةِ كُلِها
ما استثنى إلا القسَّ والأحْبارا
:
قالوا ” الكراسي” من حِيَاكَةِ مَكْرِنا
يَحْبو إليها من يخُونُ ديارا
:
قالوا ” الرياسةُ” والإمارةُ ، مُلْكُنَا
أنَّى نشاءُ نبدِّلُ الأدْوارا
:
خَسئوا ، بلادي في مَدَار السَّادةِ
فلقدْ رأوا في شَعْبِها أحرارا

********
انظرْ إلى حَلَبٍ وسُبَّ رئيسَهَا
وارسمْ على رَحِمِ الزنا بشارا
:
قد راحَ يهدي للرِّعاعِ سماءَهَا
والأرضَ ثم البحرَ والأنهارا
:
الروسُ ، والأتراكُ ، والفُرْسُ الخَنَا
سفكوا الدماءَ وقصَّروا الأعمارا
:
حَقدوا على الإسلامِ هذا المُبْتلَى
عبْرَ الزمانِ يُصَارعُ الإعصارا
:
انظرْ إلى عُهْرِ اللئامِ وذَبْحِهم
للشامِ ذبحاً فاجراً غدَّارا
:
انظرْ إلى حلبٍ وكَفكفْ دمْعَهَا
هذا الزَّنيمُ تلذَّذَ الأوْزارا
:
رسمَ الشبابَ على ” البنادق” دُمْيةً
رضعَ النساءَ ، وهتَّكَ الأبَكارا
:
انظرْ إلى أرضِ الطفولةِ لم تجدْ
إلا بقايا في الطُّلولِ حَيَارى
:
انظرْ إلى شيْبِ الكبيرِ وضَعْفِهِ
لبسَ المَنُونَ ، وأبْصَرَ الأقدارا
:
حلبٌ جِنانُ اللهِ في مَلَكوتهِ
أغرتْ رعاع َالأرضِ والأشرارا
:
بالله ياعربُ ، تناموا على الخَنَا
هيَّا اسْتفيقوا ، خلِّصوا الأحرارا !!

********
صَبَّحْ على قطرٍ وقلُ لأميرِها
أصبحْتَ مِنْ بين التُّيوسِ حمارا
:
مَنْ أنت حتى تعتريك مَفاخرٌٌ
هل كُنْتَ إلا خائناً خَوَّارا
:
الآن أُنْبيك اليقينَ كما ترى
أمٌّ ، أبٌ ، قد أرْضَعاك سُعارا
:
جمَّعتَ أشتَاتَ اللصوصِ ولم تزلْ
تَأْوِي الدَّواعشَ خُفْيةً وجَهارا
:
أطْلقتَ أولادَ الحرامِ فخرَّبوا
لبيا ، وسوريا ، والعراقَ ، نهارا
:
إيهٍ ” تَميمُ” ورُحْتَ تنصرُ ثُلَّةً
مُتَأسلمين ، وصَفْتَهُمْ أبرارا
:
لَطَّخْتَ أثوابَ العُروبةِ بالخَنا
وجعلتَ دينَ محمدٍ إعصارا
:
تَسْتَمْطِرُ الحقْدَ الدَّفينَ على المَدَى
تَسْتَمْطِرُ الأرْجاسَ والأخطارا
:
إيهٍ ” تَميمُ” ولستُ أوَّلَ مَنْ أرى
عُهْرَ الفُجورِ ببابكم أنهارا
:
مَنْ شبَّ في بيتِ الخيانةِ واسْتَوى
لا تتَّخذْ مِنْ نَسْلِهِ أنصارا
:
دولَ الخليجِ – بجاهكم – أهلَ التُّقى
دَاووا ” التميمَ” وعقلَهُ المِهْذَارا

********
قطرٌ سَباكِ اللهُ في أسواقِنا
حتى نراكِ كالعبيدِ أسارى
:
ياقريةً كفرتْ بأنْعُمِ ربِِّها
لمَّا حبَاكِ نعيمَهُُُُ المِدْرَارا
:
هلْ كُنتِ إلا من رُعاةِ سَوَائمَ
تسترضعينَ الشاةَ والأبقارا
:
الآن تَعْلُو في الديارِ شَوَاهقٌ
والغازُ عمَّ وعانقَ ” الدولارا”
:
كُفِّي عن التَّمزيقِ في أشْلائِنا
كُفِّي،وكُفِّي الثعلبَ المَكَّارا

********
يا مصرُ ياصرْحَ العُروبةِ كلِّها
حَقٌّ عليكِ بأنْ تُصَافِي الجارا
:
إنَّ الكريمَ وإنْ تمزَّقَ عرْضُهُ
يعفو ويصفحُ ، يمسح ُالأوزارا
:
يامصرُ ، يابلدَ الحرامِ ، أراكُما
سيفاً ودرْعاً حامياً بتَّارا
:
الغرْبُ يفرحُ للخُصومةِ بيننا
ويَصُبُّ مَنْ قَعْرِ الجحيمِ النارا
:
الغربُ جَنَّدَ للخِصامِ مَنابرَ
مثْلَ ” الجزيرةِ ” تقذفُ الأحرارا
:
الغربُ يسعى أنْ يهدَّ كيانَنَا
فاستعملَ الخَوَّانَ والكَفَّارا
:
هيَّا استفيقا سدِّدَا وَتقارَبَا
ظُفْرُ النُّسورِ لمَنْ يضلُّ مَدَارا
:

********
نحن الشعوبَ كفانا نحْتسى
نهرَ الدما ، والقهرَ ، والأسعارا